دعا العقيد مصباحي الهادي، قائد المدرسة التطبيقية للمشاة بسيدي يحيى بشرشال، أمس، الطلبة المتخرجين، إلى الالتزام بالقوانين والنظم العسكرية لمواجهة مختلف الصعوبات والتحديات لكسب الرهانات المنتظرة، وفي مقدمتها تطهير البلاد من دنس الفلول الإرهابية المتبقية باستعمال كل الوسائل الممكنة والمشروعة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها العقيد مصباحي بمناسبة إشراف اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية على حفل تخرج سبع دفعات للسنة التدريبية 2010 -,2011 وهي الدفعة ال35 لدورة الاتقان، الدورة ال16 لدورة التطبيق، الدفعة ال10 لدورة الأهلية العسكرية المهنية درجة ثانية هياكل الأركان، الدفعة 14 لدورة الأهلية العسكرية المهنية درجة ثانية، الدفعة ال11 لدورة الأهلية العسكرية المهنية درجة أولى هياكل الأركان، الدورة ال28 لدورة الأهلية العسكرية المهنية درجة أولى والدفعة ال15 لدورة الشهادة العسكرية المهنية درجة ثانية. وأكد العقيد مصباحي على أن الاهتمام الذي توليه القيادة العسكرية لجهاز التعليم والتكوين، يبرز المكانة التي تحظى بها هذه المؤسسة التي تضمن تكوينا نوعيا، يعد القاعدة الصلبة التي تؤهل الدفعات المتخرجة لأداء مهامها بكل إخلاص وتفان وبمهنية عالية. مشيرا في السياق إلى أن الدفعات المتخرجة تلقت تكوينا مسايرا لأحدث المناهج البيداغوجية المعتمدة في مختلف المعارف العسكرية والعلمية، ''مما يسمح لنا بتحقيق الأهداف المسطرة المستمدة من توجيهات وتعليمات القيادة العسكرية، التي تهدف إلى إعداد إطارات ذات كفاءات عالية تساهم في الدعم الكمي والنوعي لسلاح المشاة ورفع مستوى أدائه بصفة خاصة، ودفع عجلة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي والمضي به قدما الى المزيد من الرفعة والتقدم نحو مستقبل واعد يتحدى كل الرهانات''. وعليه، أكد العقيد مصباحي ان تحقيق هذه الأهداف البيداغوجية المسطرة والغاية المنشودة لم يكن وليد الصدفة، بل كان ثمرة المجهودات المبذولة من طرف جميع مستخدمي المدرسة، خاصة منهم فئة الإطارات من أساتذة ومدربين في مختلف الاختصاصات الذين ادوا واجبهم بكل تفان واخلاص، وادراكهم بأن التكوين الناجع كان وسيظل الورشة الحقيقية لصناعة الرجال القادرين على التكيف مع المستجدات والتطورات العسكرية والتكنولوجية الحاصلة في عالمنا المعاصر. يذكر أن الدفعات المتخرجة أطلق عليها اسم الشهيد رابح درموش، وتضم متربصين من دول شقيقة وصديقة ''كانوا طيلة فترة تكوينهم مثلا يقتدى به في الانضباط والجدية في العمل''، مثلما يؤكد مدير المدرسة. وتضطلع المدرسة التطبيقية للمشاة التي أنشئت بتاريخ 10 افريل ,1993 بمهمة تكوين اطارات المشاة من مختلف الفئات في شتى التخصصات، وهي تتوفر على قاعدة بيداغوجية ومادية حديثة، تمكن المتربص من الاستفادة من مختلف العلوم العلمية والعسكرية وتجسيد معارفه النظرية والتطبيقية لمواكبة التطور التكنولوجي والعلمي الحاصل في الميدان العسكري وفقا لبرامج بيداغوجية يسهر على تنفيذها طاقم من الإطارات الكفؤة. والشهيد رابح درموش من مواليد 04 مارس 1920 بعرش حرشاوة بلدية الجباحية - ولاية البويرة، انخرط في حزب الشعب وكان من أبرز مناضليه، وبعد ادائه الخدمة العسكرية الإجبارية بالجيش الفرنسي، واصل نضاله بالحزب وأسندت له عدة مهام ومسؤوليات أبرزها قائد فوج. وفي سنة 1950 انتقل الى فرنسا ليمارس رياضة الملاكمة، ونظرا لأنشطته سجن الشهيد عدة مرات ورغم ذلك بقي مناضلا وفيا لحزبه. وبعد اندلاع الثورة التحريرية انضم الشهيد إلى صفوفها، حيث أوكلت له مسؤولية قيادة فصيلة، ليصبح بعدها نائبا لقائد كتيبة السليمانية فقائدا لها. وقد خاض الشهيد معارك شرسة ضد قوات الاحتلال الفرنسي بالولايتين التاريخيتين الثالثة والرابعة، استطاع فيها ان يلحق بالعدو خسائر مادية وبشرية معتبرة، اهمها معركة الجباحية، جبل سيدي مخلوف، الزبربر، كاف الغراب، بوزقزة... وغيرها من المعارك، قبل ان يسقط شهيدا في ميدان الشرف يوم 6 اكتوبر سنة 1959 حيث كان متواجدا مع احد عناصر كتيبته بقرية الدشمية بسور الغزلان. يذكر انه تم على هامش التخرج، تنظيم معرض تحت شعار ''الوطن، الوفاء، الواجب''، عرضت خلاله بعض الأسلحة الخفيفة والثقيلة وكانت الفرصة للمدعوين للتقرب والتعرف اكثر على نشاط ومهام المدرسة.