استغلال التكنولوجيات المتطورة في تسيير وتأمين الهياكل والمشاريع
توج العمل التنسيقي الذي شرعت فيه وزارتا الأشغال العمومية والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال منذ سنة بالتوقيع أمس على اتفاقية إطار للتعاون بين القطاعين في مجال تجهيز شبكة الطرق والمنشآت العمومية بشبكة الألياف البصرية، وغيرها من التجهيزات التكنولوجية الكفيلة بتحديث وعصرنه النظام المعلوماتي المعتمد في إنجاز ومتابعة وتسيير مشاريع البنى التحتية، على غرار الطريق السيار شرق-غرب الذي بلغت نسبة مرافقته بالألياف البصرية 75 بالمائة، في انتظار تجهيز فضاءات الخدمات التي ستنصب على مساره بالوسائل التكنولوجية للتسيير والمراقبة والوقاية. وتنص الاتفاقية التي وقع عليها وزيرا الأشغال العمومية، السيد عمار ، والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيد موسى بن حمادي، بمقر وزارة الأشغال العمومية وبحضور المدير العام للوكالة الفضائية الجزائرية السيد عز الدين أوصديق على مرافقة قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الذي يعمل حاليا على تنفيذ استراتيجية وطنية شاملة لتعميم الألياف البصرية، لقطاع الأشغال العمومية على كافة المستويات، سواء تلك المتعلقة بتحديث النظام المعلوماتي المعتمد في تسيير هياكله الإدارية المركزية والمحلية أو على مستوى انجاز ومتابعة وتسيير المشاريع التي تنجز بورشات القطاع وكذا ضمان مراقبتها وتأمينها في مرحلة الاستغلال. وفي هذا الإطار، اعتبر السيد بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن أهم محاور هذه الاتفاقية تتضمن توفير الصور الفضائية الملتقطة من خلال القمر الصناعي الجزائري ''ألسات ''2 التابع للوكالة الفضائية الجزائرية، لقطاع الأشغال العمومية لتسهيل عمليات الإنجاز التي يشرف عليها وكذا لتثمين المشاريع التي يتمم إنجازها. وذكر الوزير بالمناسبة بأن قطاعه سبق وأن أبرم اتفاقيات مماثلة مع قطاعات أخرى كالفلاحة والغابات والموارد المائية، وذلك في إطار برنامج تكثيف عملية استعمال شبكة الألياف البصرية الذي تشرف عليه مؤسسة ''اتصالات الجزائر''، مقدرا بأن حكم الشبكة البالغ 4500 كلم لحد الآن يعتبر غير كاف، ويستدعي رفعه من خلال مشاريع ربط كافة جهات الوطن بهذه بالألياف البصرية. من جهته، أوضح السيد عمار غول وزير الأشغال العمومية بأن فوج العمل المشارك بين القطاعين الذي انطلق في تحديد العمليات المعنية بالمرافقة التقنية، سمح بتهيئة أرضية التعاون بين القطاعين، مشيرا إلى أن أهمية الاتفاق الذي يؤطر هذا التعاون، تكمن في ضمان تغطية أزيد من 180 ألف من شبكات الطرق والطرق السريعة وكذا المنشآت المطارية والمينائية، وهياكل تسيير القطاع ومتابعة المشاريع بشبكة التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، مع الاستفادة منها أيضا في مهمة الجانب الأمني والوقائي للمشاريع والانجازات. وكان القطاعان قد شرعا قبل سنة في عمل تنسيقي بينهما لتجهيز الطريق السيار شرق غرب بشبكات الخدمات الإعلامية والاتصالية، لضمان تغطية كاملة لمسار الطريق بشبكة الهاتف وتجهيز الفضاءات المخصصة للراحة بالمرافق الخاصة بخدمات البريد والهاتف والانترنيت علاوة على تجهيز مراكز المراقبة الأمنية لمختلف منشآت المشروع بنظام معلوماتي أمني ووقائي. وحسب وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، فإن نسبة مرافقة مسار الطريق السيار شرق - غرب بشبكة الألياف البصرية بلغ 75 بالمائة، وهي مرحلة أولى في عملية تجهيز الطريق بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، ستشمل في مرحلتها الثانية مرافقة مؤسسة ''الجزائرية للطرق السريعة'' في تجهيز محطات الخدمات وفضاءات الراحة بمختلف الخدمات التكنولوجية وتنصيب نظام المتابعة والمراقبة عن طريق الكاميرات، وهي المرحلة التي ينتظر تجسيدها بعد إتمام المؤسسة المذكورة لكل خطوات عملية المناقصة التي أعلنتها في الصائفة الماضية، على أن يتم الانطلاق الفعلي في عملية التجهيز مع مطلع العام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لقطاع الأشغال العمومية أن استغل تقنية التصوير بالساتل لتحديد مسارات المشاريع، غير أن الاتفاقية الجديدة الموقعة مع قطاع التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، ستسمح له بتطوير أداء هذه التقنية بشكل أفضل، مع ربح المزيد من الوقت وتقليص التكاليف، والحصول على نوعية أجود بفضل التقنيات المتطورة التي تتيحها الوكالة الفضائية الجزائرية، والتي شرعت في العمل مع قطاع الأشغال العمومية لإعداد خريطة وطنية للمواقع الزلزالية، وتعمل مع مخبر الدراسات البحرية على إعداد خريطة للموانئ الوطنية. وفي إطار نفس الاتفاقية سيعمل القطاعان على بعث مشروع نظام التموقع الجغرافي ''جي بي أس''، الذي سيتم تعميم استعماله على الطريق السيار شرق - غرب. مناقصة الجيل الثالث يعاد بعثها قبل نهاية العام وفي رده عن سؤال حول رخصة استغلال الجيل الثالث للهاتف النقال، جدد السيد بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال التأكيد على أن القطاع لم يتخل عن هذه الرخصة، وأنه سيعيد بعث مسار المناقصة قبل نهاية العام الجاري، بعد أن تعثرت العملية الأولى بفعل النقائص التي تم تسجيلها في العروض المقدمة من قبل المتعاملين الثلاث (موبيليس، نجمة وجازي)، مشيرا في سياق متصل بأن المتعامل ''جازي'' لا يزال مصيره لم يتحدد بعد، وأنه محل مفاوضات جارية بين وزارة المالية والمؤسسة الأم التي تملكه.