تعيش مستشفيات الوطن حالة من الاستنفار بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تعرفها العديد من مناطق البلاد منذ أزيد من عشرة أيام مسجلة تدفق أفواج من المرضى الذين أثرت فيهم حرارة الشمس والصيام.وفيما لم تسجل أية حالة وفاة مباشرة بسبب الحرارة إلا ان عدد المتضررين يتزايد يوما بعد يوم ويمس فئات عمرية محددة خاصة منهم أصحاب الأمراض المزمنة والمسنين المصرين على الصيام، وحسب مصدر من وزارة الصحة فإن المستشفيات تسجل ما لا يقل عن 500 حالة يوميا منذ أزيد من أسبوع أي بارتفاع يفوق ال30 بالمائة. ويشير مصدر من مديرية الصحة لولاية الجزائر إلى ارتفاع في عدد الحالات التي تستقبلها جل مستشفيات الوطن بأزيد من 30 بالمائة وهذا منذ أسبوع وهو ما خلق جوا من الاستنفار بمصالح الاستعجالات التي اكتظت خلال ساعات النهار بحالات مرضية خاصة بالربو ومرضى القلب بالإضافة إلى الحالات الخاصة التي تستقبلها بعد الإفطار والتي تعود إلى التخمة او ارتفاع الضغط وجل العوارض التي تلي الإفطار السريع أو تلك الخاصة بحوادث المرور وغيرها. ولعل من بين الشرائح العمرية الأكثر توافدا على المستشفيات تلك الخاصة بالمسنين والمرضى المزمنين ممن تعمدوا وأصروا على أداء فريضة الصيام رغم الأعذار التي قد تجنبهم المغامرة خاصة في مثل هذه الأجواء الرمضانية، الحالة التي لا يتحملها صغار السن الأصحاء فما بالك بالمسنين والمرضى الذين غصت بهم مصالح الاستعجالات بنسبة تفوق ال70 بالمائة من الحالات المستقبلة بالإضافة إلى نسبة من الأطفال الذين تعرضوا إلى ضربات شمس وحالات جفاف. ويضيف مصدرنا أن من بين المتوافدين على مصالح الاستعجالات تم تسجيل وإحصاء نسبة كبيرة من الحالات التي تعرضت إلى تسممات غذائية لا سيما عند الأطفال ما دون سن ال12 وهو ما كان متوقعا خاصة في مثل هذه الأيام التي ارتفعت فيها معدلات الحرارة إلى نسب عالية زادتها سوءا الانقطاعات التي شهدتها العديد من المناطق في التيار الكهربائي وحتى في التزود بمياه الشرب، مما أدى إلى تسجيل حالات تلوث وكذا تلف كميات هامة من المواد الغذائية على غرار الأجبان ومشتقات الحليب الأخرى. ويؤكد مصدر من مديرية الصحة والسكان أن من بين الوافدين على المصالح الاستعجالية بالمستشفيات فئة الشباب وتحديدا أولئك الناشطين ضمن التجارة الفوضوية والأسواق الموازية والذين تعرضوا لإصابات متفاوتة منها الحروق والجفاف وضربات الشمس مما استدعى إبقاءهم بالمصالح الاستشفائية تحت المراقبة الطبية لأزيد من 24 ساعة، في حين لم تسجل ولايات الجنوب التي قاربت فيها درجات الحرارة حدود الخمسين درجة مئوية حالات مخيفة او وفاة مباشرة بسبب هذه الوضعية باستثناء حالات معزولة لمرضى ومسنين. للإشارة، كانت مديرية الصحة والسكان بالوزارة قد وضعت إجراءات صحية طارئة لمواجهة موجة الحر الاستثنائية التي اجتاحت مناطق البلاد بالإضافة إلى مخطط خاص بإجلاء وتحويل المرضى المزمنين والمسنين نحو المصالح الصحية القريبة بتوفير الإمكانيات المادية اللازمة، كما دعت المديرية عبر سلسلة من الحملات التحسيسية التي انطلقت مع بداية شهر رمضان إلى توخي الحذر من الحرارة العالية وتجنب الخروج في أوقات الذروة خاصة ما بين الساعة 12 والرابعة مساء مع تجنب القيام بأعمال جسدية مجهدة وشاقة والاستحمام قدر الإمكان.