أكد المطرب القبائلي القدير، الوناس خلوي في حوار ل”المساء”، أن الفنان في الجزائر لم يحظ بالمكانة المناسبة، رغم تحقيقه لنجاحات متتالية، علاوة على مشكل القرصنة الذي يواجهه ويصعب وضع حد له، فيما أبدى تفاؤله بالجمهور العريض الذي يقبل على الحفلات والسهرات، ويجعل الفنان يجتهد ولا ييأس، يضيف “دا الوناس”. “المساء”: شاركت مؤخرا في حفل تضامني بتيزي وزو، هل هو الأول أم أنه سبق أن شاركت في حفلات أخرى من هذا النوع؟ الوناس خلوي: نعم، قمت بإحياء حفل تضامني رفقة عدة وجوه فنية من تيزي وزو وغيرها من مناطق الوطن، حيث قدمت باقة فنية متنوعة للجمهور، ويعود ريعه لشاب مريض. في الحقيقية، ليست المرة الأولى التي أقدم فيها حفلا فنيا تضامنيا، فأنا دائما ألبي الدعوة لإحياء مثل هذه الحفلات، ولا يمكنني رفض المشاركة لمساعدة مريض، فقد قمت في حفل تضامني أحييته بالمسرح الجهوي “كاتب ياسين” بشراء تذكرة كباقي المواطنين لحضور الحفل التضامني، فنحن هنا للمساعدة.
هل من جديد ينزل إلى السوق؟ نعم، لكن بالنسبة لي يعتبر قديما، فقد شرعت مند عامين في تحضير الألبوم، وأستعد لدخول الاستوديو والتسجيل قريبا، فهذا الإنتاج الجديد سيعالج مواضيع عاطفية واجتماعية تشرح الواقع، وغيرها من القضايا المستوحاة من الحياة اليومية.
عبر مشوارك الفني، هناك ذكرى طبعت حياتك الفنية وبقيت راسخة، فهل لك أن تحدثنا عنها؟ طبعا أكيد أنها الموسيقى، فقد شاركت في مهرجان للموسيقى العالمية، حيث تم اختياري لتمثيل الجزائر، وأود أن أوضح أن الاختيار كان من طرف منظمي المهرجان، فقد تلقيت اتصالا من فرنسا، طلبوا مني المشاركة، وفعلا ذهبت رفقة فرقتي وحقق المهرجان نجاحا، ولا أزال أذكر ذلك الحماس والإقبال الكبير من طرف الجمهور، لهذا أتاسف لأنني أتلقى عروضا من الخارج لإحياء حفلات بكل من أمريكا وكندا، في حين لا يتم دعوتي لتنشط أي حفل بالجزائر.
ماذا تقول عن جمهورك ومحبيك؟ صراحة، ما يعجبني بكثرة ويجعلني أجتهد وأعمل باستمرار هو الجمهور، فأينما ذهبت وأحييت حفلا فنيا أحس أن الجمهور يتنقل معي، كأن التغير في المكان والقاعة فقط، بينما الجمهور نفسه، إذ أجد دائما الحماس، الإقبال والفرح الذي يعم القاعة، مما يجعلني سعيدا، فهو بمثابة الثروة بالنسبة لي.
يشتكي جمع من الفنانين من القرصنة، هل أنت أيضا مستهدف؟ طبعا الكل مستهدف، فالقرصنة أصبحت مهنة الكل، وأصبح المطربون يشتكون باستمرار، مما جعل مبيعات الألبومات تقل بشكل مخيف، فقد عشت حادثة غريبة حين ذهبت إلى كندا، ووجدت هناك محلا صاحبه متخصص في القرصنة، إذ كان يملك ألبومات كل الفنانين، فتعجبت من هذا الأمر الذي نكد علي حياتي، والمؤسف أن في بلادنا أيضا لا يمكن وضع حد للقراصنة.
كم هو رصيدك الفني؟ بدأت مشواري الفني في السبعينيات، حيث قمت بإصدار أول ألبوم في عام 1972، وسجلت ألبوما يضم عدة أغان، منها “زوجن اك مدن “، وفي 1993 قدمت “اتسخيلم افكيي اذاسواغ”، ماثحزنظ ناك اكثر” وغيرها، وأقول هنا أن هذه الأغاني هي التي مهدت لظهوري على الساحة الفنية، إلى أن بلغت 16 ألبوما غنائيا، لكل واحد ميزة خاصة تجعله يختلف عن الآخر، وهو أمر حرصت عليه حتى أكون عند حسن ثقة الجمهور.
من هو الفنان الذي تأثرت به واعتبرته قدوة لك؟ الساحة الفنية غنية بوجوه فنية كبيرة وعملاقة صنعت مجد الأغنية القبائلية خصوصا، والجزائرية عموما، أمثال الفنان الشيخ الحسناوي الذي أعرفه جيدا، فهو ابن منطقتي، يمكنني أن أعتبره المتنفس الذي أخرجني من قوقعتي لأصبح فنانا، فهو أحد عوامل تشجيعي على الظهور والانطلاق في عالم الفن.. التقيت به في فرنسا. أحب هذا الرجل كشخص قبل أن يكون فنانا.
ما رأيك في الأغنية القبائلية بين القديم والجديد؟ عندما نقول الأغنية القبائلية القديمة، يتبادر إلى أذهننا الفنان الشيخ الحسناوي، فريد علي، طالب رابحن، زروق علاوة وغيرهم، كان لهم توقيع أو إمضاء خاص بهم لا أحد يمكن أن يصل إلى مرتبتهم أو الدرجة التي حققوها من النجاح، فالفن القديم له سمات ومميزات تجعله على مر السنين باقيا في القمة ومسموعا من جيل لآخر، أما الآن فلا ننكر الوجوه الفنية البارزة التي استطاعت أن تفرض نفسها وتحقق نجاحا، لكن رغم تحقيقها لمكانة فلا دعم لديها.
تم تحديد 8 جوان كيوم وطني للفنان، ماذا تقول في هذا الشأن؟ المشكل المطروح ليس في وضع يوم أو تاريخ، لأن الفنان ليس له أية مكانة للأسف، فقد شاركت في حفل بإفريقيا مثلت الجزائر مع الفنانة غنية حوري وتأسفت أن لا أحد يدرك ويعلم بالحفل، ولم يتم الحديث عنه حتى عبر وسائل الإعلام، ثم أن الفنان ليس بحاجة ليتذكره الناس في يوم واحد وتاريخ محدد، إنما هو بحاجة لتواصل دائم ومستمر، إلى جانب دعم ومساندة حتى يستطيع الذهاب بعيدا والرقي بالفن.
في نظرك، الفنان لم يحظ بالمكانة المناسبة؟ أجل، الفنان الجزائري لم يحظ بالفرصة المناسبة لإظهار قدراته ولم تعط له المكانة التي تليق به، فمقارنة بما يقدم له في الخارج عند إحيائه للحفل، حيث يكون ملكا يحظى باهتمام الكل، ويحس حينها بأهميته، لكن للأسف لا يحدث هذا في بلادنا، فبالنسبة لي مثلا، الجمهور يعرفني عبر الأغاني، الحفلات والعروض الفنية، وليس عبر وسائل الإعلام والاتصال.
كلمة أخيرة؟ شكرا على هذه الاستضافة والفرصة المتاحة عبر الجريدة للتعبير، أتمنى ألا تكون الأخيرة، وأبلغ تحياتي للجمهور ومحبي الفنان الوناس خلوي وكذا تحياتي لجريدتكم، وأقول لكم إلى فرصة أخرى إن شاء الله.