كشف الأخضر الإبراهيمي أنه سيعود إلى جنيف السويسرية، الثلاثاء القادم، لعقد لقاء مع ممثلي روسيا والولايات المتحدة، بهدف البدء في تحضير ندوة جنيف الثانية والاتفاق بشكل نهائي على التاريخ الذي ستنعقد فيه. وأنهى المبعوث الدولي الى سوريا جولة ماراطونية إلى عواصم المنطقة العربية ودول إقليمية أخرى، بحث مع مسؤوليها سبل الإسهام في إنهاء الأزمة السورية التي عمرت لأكثر من ثلاثين شهرا واقتنعت كل المجموعة الدولية بحتمية إنهائها. وشدد الأخضر الإبراهيمي في ندوة صحفية عقدها، أمس، بالعاصمة دمشق، أن ندوة "جنيف 2" لن تعقد ما لم تحضرها المعارضة السورية لان مشاركتها تبقى أمرا حاسما وضروريا وهاما. في نفس الوقت الذي أكد فيه أن الحكومة السورية قبلت المشاركة في مؤتمر جنيف وذلك قبل وصوله الى العاصمة اللبنانية، حيث التقى بالرئيس اللبناني ميشال سليمان. وأكد الموفد الاممي الى سوريا أن المعارضة السورية سواء تلك المنضوية تحت لواء الائتلاف الوطني أو التشكيلات الأخرى ستعمل على إيجاد الوسائل الكفيلة لتمثيل نفسها في هذه الندوة، معبرا عن أمله في أن تشارك مختلف أطياف المعارضة في أشغال الندوة ضمن وفد موحد. وأكد أن هذه المسألة ستتم مناقشتها هذا الأسبوع للحسم فيها على اعتبار أن ندوة جنيف ستعقد خلال أيام فقط في تلميح إلى ضرورة عقد المؤتمر في آجاله وأن مصيره مرهون بموافقة المعارضة على المشاركة فيه. وينتظر أن يعقد الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم التاسع من هذا الشهر اجتماعا حاسما بتركيا كونه سيحدد الوفد المعارض الذي سيشارك في هذه الندوة ومعرفة أطياف المعارضة التي ستشارك وتلك التي ستقاطعها. وكان قادة عشرين تنظيما مسلحا في سوريا ومعظمهم من الجماعات ذات التوجهات الإسلامية المتطرفة هددت كل من يتوجه الى جنيف ووصفتهم بالخونة وتوعدت بقتلهم إن هم "فرطوا في مصلحة الشعب السوري" وبقناعة أن الثورة السورية لم تندلع من أجل عقد هذه الندوة. كما أن المجلس الوطني السوري أحد أكبر أطياف المعارضة قرر هو الآخر عدم الذهاب الى "جنيف 2" ما لم تتضمن بندا ينص على رحيل الرئيس بشار الأسد. وهو الشرط المسبق الذي رفضه هذا الأخير وكل السلطة السورية وأكد أن مستقبل سوريا يحده الشعب السوري وليس أية جهة أخرى رافضا بالتالي التنحي كما يريد المعارضين في ذلك. وبسبب هذه الخلافات فقد شدد الإبراهيمي التأكيد أن الفرق بين مؤتمر جنيف الأول والثاني هو أن سوريا في الندوة الثانية ستكون ممثلة بوفدين، وأن محادثات جنيف ستكون بين السلطة والمعارضة بحضور الأممالمتحدة. وتهدف الهيئة الأممية ومعها كل القوى الكبرى من وراء عقد ندوة جنيف الثانية إلى وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية. واعتبرت روسيا، أمس، أن أي مماطلة في تحديد موعد مؤتمر "جنيف 2" الهادف إلى الحل السياسي للأزمة السورية تعد "عملا عبثيا". وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن "موسكو تعول على إنجاز عمل كبير في إطار التحضير للمؤتمر وتقوم باتصالات تتعلق بمكان عقد المؤتمر والهدف منه". مشيرا إلى أن بلاده تعتزم رعاية لقاء غير رسمي وغير ملزم بين السلطات السورية وممثلي المعارضة بحضور ممثلين عن فريق المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والجانب الأمريكي عشية "جنيف 2".