عقدت الدول العظمى وإيران، أمس، جولة جديدة من المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا، على أمل التوصل إلى اتفاق نهائي لتسوية شاملة لملف الأزمة النووية الإيرانية الذي عكر صفو العلاقات بين طهران والغرب لسنوات. وتعد هذه الجولة الثالثة التي تجمع الطرفين منذ توصلهما، شهر نوفمبر الماضي، بمدينة جنيف السويسرية، إلى اتفاق مبدئي وصف بالتاريخ لاحتواء الأزمة النووية الإيرانية والذي وافقت طهران من خلاله بتجميد جزء من أنشطتها النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية المفروضة ضدها. وقاد الوفد الإيراني المفاوض، وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بينما قادت الوفد الغربي المفاوض رئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. وخصص اليوم الأول من المفاوضات لبحث المقترحات المطروحة على طاولة البحث والتي شملت مفاعل المياه الخفيفة والطب النووي والمحروقات الجديدة وتطبيق الأبحاث والتقدم النووي في المجال الزراعي. في وقت أشارت فيه مصادر على صلة بملف المفاوضات إلى أن الجانبين يكونان قد حققا تقدما حول تعاون نووي ممكن. وتعد جولة المفاوضات الجارية التي تستغرق يومين المرحلة الأخيرة بين طهران و«مجموعة 5+1" التي تضم الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، إضافة لألمانيا لدراسة جميع القضايا العالقة قبل الدخول في مرحلة التفاوض حول النص المقترح للاتفاقية النهائية. وهو النص الذي توقع الخبراء أن تستغرق عملية إعداده ثلاث جولات أخرى من إجمالي ست جولات تم الاتفاق عليها من قبل الجانبين حتى حلول موعد انتهاء الاتفاقية المرحلية أواخر شهر جويلية القادم. وكانت طهران أعلنت، عشية انطلاق هذه الجولة، أنه من الممكن التوصل إلى حل واقعي للقضية النووية الإيرانية في غضون ستة أشهر إذا توفرت الرغبة السياسية من جانب جميع الأطراف المعنية في هذه المفاوضات. وكان وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، قال لدى وصوله إلى العاصمة النمساوية "سنسعى لإنهاء المحادثات خلال هذه الجولة والبدء بصياغة مشروع اتفاق ابتداء من الشهر الجاري". وتأمل طهران في التوصل إلى اتفاق شامل قبل تاريخ 20 جويلية القادم موعد انتهاء مهلة الستة أشهر المنصوص عليها في اتفاق جنيف المبدئي يتم من خلاله إلغاء كل عقوبات المفروضة عليها من قبل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مقابل ضمانات حول سلمية برنامجها النووي.