أعلن الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي عن نيته تشكيل حكومة في بلاده بمجرد عودته الى هراري في حال لم تتوصل القمة الاقليمية المقرر عقدها أمس ببريتوريا بجنوب افريقيا الى حل مؤكدا ان هذه الحكومة ستشكل سواء شارك فيها مورغان تسفانجيرى زعيم حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطى المعارض أو من دونه . وتقول مصادر حكومية زيمبابوية ان قمة زعماء مجموعة تنمية منطقة الجنوب الأفريقى "سادك " اليوم ستكون آخر محاولة اقليمية لتسوية الازمة في هذا البلد قبل اعلان الرئيس موغابي عن تشكيلة الحكومة . فقد صرح نائب وزير الاتصال الزيمبابوي بيرث ماتونغا ان قمة السادك ستكون آخر محاولة قمة ستتطرق الى مسالة تشكيل حكومة وحدة وفي حال لم تتوصل الى حل فان الرئيس موغابي وبمجرد عودته الى العاصمة هراي سيشكل الحكومة بمشاركة مورغان تسفانجيرى أو بدونه . واوضح ان رئيس زيمبابوي سيشكل الحكومة والتي ستضم 15 وزيرا و 8 نواب وزراء من حزب زانو- (لجبهة الوطنية الحاكم ) مشيرا الى ان موغابي سيحاول ترك مكان لحزب الحركة من اجل التغيير الديمقراطى في حالة اعادته النظر في موقفه لكنه شدد على ان يكون ذلك في وقت قصير . وسيلتقي زعماء 15 دولة في مجموعة تنمية منطقة الجنوب الأفريقى ببريتوريا في محاولة لتسوية الازمة السياسية التي تعصف بزيمبابوي حيث لاز ال الاتفاق على تشكيل حكومة والذي وقع في شهر سبتمبر بين الحكومة والمعارضة لم يرى النور. واعلن مسؤولون فى بريتوريا أن زعماء مجموعة تنمية منطقة الجنوب الأفريقى "سادك " سيسعون خلال قمتهم من أجل تسوية الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة فى زيمبابوى لتمكينه من التعامل مع التحديات التى تواجهها. يشار الى أن الرئيس روبرت موغابى وزعيم المعارضة مورجان تسفانجيراى كانا قد اتفقا خلال شهر سبتمبر الماضى على تشكيل حكومة وحدة وطنية يتولى فيها تشفانجيراى منصب رئيس الحكومة بينما يبقى موجابي رئيسا للبلاد لكن الخلافات حول المناصب الوزارية الرئيسية ظلت من بين قضايا اخرى اوقفت تنفيذ هذا الاتفاق . وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد أن اتهم حزب حزب الحركة من اجل الديمقراطية المعارض حزب الرئيس موجابي بمحاولة الاحتفاظ بالوزارات الرئيسية .وكان كبير المفاوضين من حزب "زانو" الحاكم باتريك شيناماسا اكد في مؤتمر صحفي عقده عشية الاجتماع الاستثنائي للسادك ان الكتلة الاقليمية قادرة على حل الازمة السياسية فى زيمبابوى بدون أي تدخل خارجي. وقال ان زيمبابوى باعتبارها عضوا فى الكتلة الاقليمية ستلتزم بحكمها مشيرا الى ان هناك بالفعل قرارا للسادك بشأن زيمبابوى يحث جميع الاطراف الرئيسية الثلاثة على تشكيل حكومة شاملة. وصرح شياماسا وهو ايضا القائم باعمال وزير العدل والشؤون القانونية والبرلمانية " نحن نأمل ان يتمكن اجتماع السادك من انهاء الامر بتحقيق تقدم" مضيفا ان " قضية زيمبابوى تعتبر مسؤولية السادك ولذلك نحن نلتزم بجميع الاحكام الاقليمية الخاصة بالبلاد". وذكرت تقارير من زيمبابوي ان وفدا من "زانو" برئاسة الرئيس روبرت موغابى سيحضر الى جنوب افريقيا للمشاركة في القمة كما من المتوقع ايضا ان يحضرها قادة جناحي الحركة من اجل التغيير الديمقراطى مورجان تسفانجيرى وارثر موتامبارا. واشتد الصراع السياسي الدائر بين الجانبين جراء المشاكل المتعددة التي تواجهها زيمبابوي من تفشي وباء الكوليرا إلى المشاكل الاقتصادية المتعلقة بنقص المواد الغذائية وتدهور الخدمات الصحية والتعليم في البلاد. ولا زال وباء الكوليرا يحصد المزيد ن الارواح في صفوف الزيمبابوي بعد ان فشلت محاولات هذا البلد ومحاولات دولية في احتواءه . فوفق تقديرات منظمة الصحة العالمية أدى الوباء وفاة 2773 شخصا في حين قدر عدد المصابين به بأكثر من خمسين الف شخص اخر. وقالت المنظمة ان خبراء الصحة فى اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر حذروا من معدل الوفيات الناجمة عن الوباء والذى بلغ 7ر5 بالمائة وهو معدل يوشر الى ان الوباء لا يزال خارج السيطرة مضيفة ان " الاارتفاع بنسبة 20 بالمائة فى الوفيات الناجمة عن الكوليرا خلال الاسبوع الفائت يقرع ناقوس الخطر حول الحاجة الى مكافحة هذا الوباء وتقديم تمويل افضل للجهود الانسانية على الارض". كما حذرالاتحاد الدولى لجمعيات الصليب والهلال الأحمر من أن نقص التمويل يعرقل قدرته على احتواء مرض الكوليرا فى زيمبابوى .