" لا يصلح العطار ما أفسده الدهر "كان ذاك زمن يسند فيه الإصلاح للعطار . ورغم ذلك حكمت الحكمة الكونية أن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر و المصيبة عندنا اليوم أن تنعكس الأمور ويسند الإصلاح للمفسدين، الذين فشلوا حتى في إصلاح بيوتهم وتربية أبنائهم تربية صحيحة فلا هم صاروا فرنسيين ولا هم بقوا جزائريين فقط مجرد مخلوقات هجينة معلقة قلوبها بباريس ورغم جنسيتهم المزدوجة يظلون هناك مواطنين من الدرجة الثانية ، لهذا لا شيء يستقيم عندنا لأن المفسدون الذين اسند لهم الإصلاح يحاولون تقويم الظل بدلا من تقويم العود و"لا يستقيم الظل والعود أعوج" ولكن "العوج لا يرى سوى العوج "ومن العقد المستأصلة لدى هؤلاء الناس. حيرتهم في أنفسهم فمن جهة يريدون أن يعيشوا كما تعيش شعوب أوربا في انحلالها ومجونها ولكن في المقابل يتمنون موتة المسلمين ليدخلهم الله الجنة، هؤلاء هم الذين يحاولون إصلاح " ليكونومي" من أجل تخريب الاقتصاد ، لأن الاقتصاد عندهم هو التقشف والحفاظ على المال العام وترشيده "وليكونومي" معناها عقد المؤتمرات الفاشلة في فنادق منوجمة من أجل دراسة السياسة الاقتصادية للبلاد وسبل التقويم واقتصاد السوق وما شابه ذلك, وجلب الخبراء من باريس ليناموا ويأكلوا ويتفرجوا على جمال بلادنا وتهدى لهم الهدايا في المطار ويدفع لهم الشيء الفلاني فقط من أجل أن نتعلم منهم كيف نحافظ على المال العام ، وتصوروا كيف نحافظ على المال العام عن طريق التبذير وتبلعيط خبراء باريس، ورغم أن خبيرا واحدا من عندنا يمكنه أن يقدم دروسا مجانية في كيفية المحافظة عن المال العام والطرق الصحيحة لإنفاقه لأنه يعرف جيدا كيف يفرق بين " ليكونومي" والاقتصاد ، ويدرك جيدا أن الإصلاح يقتضي انسحاب الذين أسند لهم الإصلاح، والمشكلة لا تتعلق بإصلاح الاقتصاد بل تعدت كل المجالات، ليسند الإصلاح إلى أهل الإفساد، لدرجة أن إفساد ما بقي صالحا صار سياسة وطنية.