هل حقا يتعرض لاعبونا المحترفين للحقرة والتهميش في أنديتهم الأوروبية؟ سؤال حير الشارع الرياضي الجزائري الذي تزداد مخاوفه كلما اقترب موعد كأس العالم لأنه سيجد المنتخب الوطني غائب بأكثر من 50 بالمائة من إمكانياته بسبب تكالب المشاكل على اللاعبين الأساسيين بالدرجة الأولى على غرار نقص المنافسة والإصابات. وطالما تكلم الجميع عن الإقصاء المتعمد الذي يتعرض له هؤلاء من طرف مدربيهم، فإن الأمر الذي لا ينبغي نسيانه هوأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتفق كل الأندية الأوروبية التي يلعب لها محترفونا على تهميش اللاعبين الجزائريين بصفة خاصة، وبالتالي فالمشكلة تكمن في موضع آخر هوتدني مستوى محاربي الصحراء بعد عودتهم من أنغولا وذلك باعتراف العديد منهم على غرار كريم زياني الذي أكد أن أي لاعب معرض لمشكل نقص اللياقة وتدني المستوى في أي وقت وما عليه سوى العمل بجدية لاستعادة إمكانياته، كما أن ما يدعم هذه الفكرة هو إقرار مدربي تلك الأندية للاعبينا بعد نهائيات كأس إفريقيا بعدم إقحامهم في المباريات الرسمية أخذا بمقولة " لا يمكن تغيير التشكيلة التي تفوز"، وبالتالي فوجدوا أنفسهم على الهامش دون إيجاد طريقة لإقناعهم. الشهرة المفرطة التي اكتسبوها في الجزائر اصطدمت بواقع مغاير في أنديتهم وحسب الكثير من الأنصار الذين تحدثنا إليهم، فإن لاعبينا المحترفين وقعوا في فخ الغرور والشهرة التي أكسبهم إياها الجزائريين، حيث عاشوا لحظات تاريخية ولقوا استقبالا كبيرا جدا من المسؤولين ومن الجماهير عقب العودة من أنغولا، ووجدوا أنفسهم نجوما تتزاحم حولهم أعداد غير منتهية من المعجبين، ولكنهم ما إن وطئت أقدامهم الأراضي الأوروبية حتى نزلوا بأحلامهم من عنان السماء إلى أرض الواقع، أين اصطدموا بحقيقة مرة وأصبحوا بعدها عاطلين عن العمل، فلاعب فولفسبورغ الألماني زياني، الذي يتصدر قائمة نجوم الخضر، صار ملازما لكرسي الاحتياط إلى يومنا هذا مما جعله يقرر الرحيل والعودة إلى أحضان الدوري الفرنسي، ونفس المصير لقيه زميله عنتر يحي مع بوخوم، ومؤخرا مهاجم غلادباخ كريم مطمور ووسط ميدان لورويون الفرنسي يزيد منصوري، وبالتالي فبدا الأمر وكأنه مؤامرة أحيكت ضد اللاعبين الجزائريين لإحباط مستواهم قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا لحوض غمار المونديال. ويضاف إلى هذه القائمة، اللاعبين الذين تعرضوا لإصابات بليغة على غرار بلحاج، يبدة، بوڤرة ، مغني وبوعزة والذين شكلوا مصدر قلق كبير للشيخ سعدان، ورغم تماثلهم للشفاء ودخولهم تدريجيا في التدريبات إلا أنهم معرضون لمضاعفات أخرى مما يعني أنهم وحتى ولوشاركوا في مباريات أنديتهم بصفة مستمرة لن يلعبوا بكامل إمكانياتهم وهوما قد يولد مشكلا آخر يتعلق بنقص المنافسة قبل شهرين بالتمام على بداية العرس الكروي العالمي. تذمر واسع لدى عشاق الخضر لسلوك حليش وإذا كان هؤلاء اللاعبين المحترفين قد تم إبعادهم من التشكيلة الأساسية لنواديهم بسبب الإصابة أونقص مستواهم بعد المشاركة في كأس إفريقيا للأمم بأنغولا، فإن المدافع رفيق حليش قد صنع الاستثناء ودفع ثمن تلاعبه بالقواعد الانضباطية لناديه ناسيونال ماديرا البرتغالي، حيث تعمد التغيب عن موعد انطلاق التدريبات مما دفع بمدربه مانويل ماشادوإلى إبعاده عن التشكيلة الأساسية، وقد لقي هذا السلوك تذمرا واسعا لدى محبي اللاعب وأنصار الخضر، حيث اعتبروا أن تصرف حليش غير احترافي وابتعاده هوالآخر عن المنافسة الرسمية سيؤثر على تشكيلة الخضر خاصة وأنه يعتبر أحد الأعمدة الأساسية في دفاع كتيبة سعدان. وضعية الركائز تحمس المستقدمين الجدد وفي خضم هذه الوضعية التي يعيشها محترفونا، فإن حظوظ المستقدمين الجدد وفيرة لأخذ أماكن أساسية، حيث وحسب المنطق الذي يريد سعدان السير على نهجه في المونديال، فإن الأكثر جاهزية هوالذي سيتم إقحامه، والجميع يعلم أن كل من بودبوز، شاقوري وقديورة يتألقون مع أنديتهم بشكل ملفت خاصة إذا أضيف عامل صغر السن الذي يعتبر في صالحهم، ولكن قد تتفوق عليهم الركائز التي قادت الخضر إلى المونديال بالعزيمة والروح القتالية وأكثر من ذلك حب الوطن والغيرة على ألوانه التي يفتقدها القادمون الجدد، وهوما يؤكد عليه المايسترو زياني دوما فضلا عن الدفاع المستميت عليهم من طرف سعدان الذي أكد أنه لن يتم التخلي عن الركائز ولوكانوا ناقصي المنافسة.