أصبح كل يوم يمر يزيد من قلق الشارع الجزائري بخصوص منصب المدرب الجديد الذي سيتولى العارضة الفنية للخضر، وقبل ذلك فإن رئيس الفاف محمد روراوة مطالب بالبت في هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن خاصة وأن موعد ثاني مباراة رسمية تنتظر المنتخب الوطني ستكون يوم 10 أكتوبر القادم أمام منتخب إفريقيا الوسطى وبالتالي فمن غير الممكن بقائه كل هذه المدة دون رأس مدبر، وفي نفس الوقت لا يزال الصراع قائما بين روراوة الذي يتمسك بفكرة المدرب الأجنبي والكثير من التقنيين الجزائريين الذين يرون أنه ينبغي إعطاء الفرصة للمدربين المحليين من خلال اقتراح إسمي بن شيخة وماجر. ولكن رئيس الفاف يمكن القول أنه كان قد اتخذ قراره منذ نهائيات كأس العالم الماضية وذلك بإجراء اتصالات مع عدة مدربين أجانب على غرار " الساحر الأبيض" فيليب تروسي الذي أعطى حينها موافقته المبدئية، وبالتالي فمن المتوقع أن يعود روراوة إلى هذا الملف مجددا لربح الوقت، وجدير بالذكر أن تروسي قد حقق نتائج كبيرة رفقة معظم أندية ومنتخبات القارة السمراء التي أشرف عليها مند سنة 1989 على غرار فريق اسيك ميموزا الايفوراي وكايزر تشيف الجنوب إفريقي والفتح الرباطي المغربي، ومنتخبات الكوت ديقوار وبوركيما فاسو ونيجيريا وجنوب إفريقيا قبل انتقاله إلى قارة آسيا للإشراف على منتخب اليابان من 1998 إلى 2002 ثم منتخب قطر من 2003 إلى 2004 . ويشغل تروسيي حاليا مهمة ضمن الاتحاد الياباني لكرة القدم، قال عنها في إحدى تصريحاته السابقة أنها لا تأخد من وقته سوى أربعين يوما في السنة مما يعني إمكانية إشرافه على إحدى المنتحبات الوطنية بالموازاة مع منصبه الحالي باليابان. وعلى صعيد آخر، فإن مصادر متطابقة تقول أن المدرب الفرنسي هيرفي رونار الذي يملك تجربة كافية في القارة السمراء يتواجد في رواق جيد لخلافة سعدان، حيث أن روراوة كان قد اتصل به من أجلر تعيينه ضمن الطاقم الفني للخضر مباشرة مع انطلاق تصفيات مونديال البرازيل 2014 ، وبالتالي فهذه فرصة مواتية لتوليه منصب المدرب الوطني خصوصا وأنه يملك كل المواصفات التي يريدها روراوة منها الصرامة في التعامل مع اللاعبين. روراوة مع مدرب أجنبي والبقية تريد تقني محلي ومن الجهة المقابلة، فإن معظم التقنيين الجزائريين يفضلون خيار المدرب المحلي لأسباب مختلفة على غرار عبد الرحمان مهداوي المدرب السباق للمنتخب الوطني في نهاية تسعينات القرن الماضي، الذي صرح للإذاعة الوطنية بقوله " أعتبر أن تعيين المدرب الجديد أمر صعب للغاية خاصة إن وقع الاختيار على مدرب أجنبي، الذي لان يخدمه عامل الوقت وضيقه والذي لا يتعدى شهرا"، وتابع مهداوي " أقترح تعيين مساعد مدرب جزائري أو مدرب جزائري ونضيف إليه مدربا أجنبيا إذا ما اقتضت الظروف ذلك لتفادي المخاطرة بمصير المنتخب الوطني الذي لا تفصله سوى مدة شهر عن لقاء مصيري خارج الديار في إطار تصفيات البطولة الإفريقية حتى يكون لهذا الأخير المعلومات الكافية وتبني استراتيجية الاستمرارية في العمل من أجل منتخب وطني قوي"، أما المدرب السابق لفريقي شبيبة القبائل ووفاق سطيف، عز الدين ايت جودي،فيفضل إعطاء الفرصة للكوادر الرياضية الجزائرية، حيث قال" لقد حان الوقت لكي يتبنى المنتخب الوطني نظرة أخرى وديناميكية جديدة" ، ومن جهته قال مصطفى بسكري "لا يسعنا إلا أن نتمنى التوفيق للجهاز الفني الجديد، كما لا يفوتني أن أذكر الجميع أن الشيخ سعدان قد قدم ما عليه للمنتخب الوطني ، حتى لا نكون ناكري جميل ،ولم يتبق لنا سوى القول أن اللاعبين مطالبون بأن يكونوا في المستوى لمواصلة مشوار الانتصارات".