"عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ" ربما هذا البيت يليق أن يقوله ويردده اليوم زعيم " السنديكا " عبد المجيد سيدي سعيد متحسرا على أيام خوالٍ، أين كان الفاتح من ماي مهرجانا حقيقيا للعمال، أما اليوم فالعيد مثله مثل أي يوم عادٍ يمر في حياة الناس، حتى لا نقول العمال لأن ما بقي من عمال سيحالون قريبا على هامش الحياة ليتقابلوا مثى ورباع على طاولات " الدومينو " ، لم يعد هذا اليوم يظهر فيه " المنتوج والإنتجاية " على رأي الكوميدي عثمان عريوات، لأن الإنتاجية بكاملها رغم الحديث عن التطور والقفزات النوعية في سوق الاقتصاد والإنتاج فإنه ما يزال 98 بالمائة من الصادرات نعتمد فيها على النفط، أما خارج هذا المجال ف 2 بالمائة هي إنتاجية كل عمال يحتفلون بالفاتح من ماي، يعني عمال الجزائر كلهم إذا ما استثنينا عمال سوناطراك لا ينتجون سوى 2 بالمائة من الصادرات إلى الخارج، لذا فعلى الذين ينظمون التظاهرات احتفالا بعيد العمال أن يبحثوا عن نسبة ولو 10 بالمائة للتصدير قبل أن يتحدثوا عن عمال وعيدهم بعدما صار الفاتح من ماي عيدا بلا عمال، وربما الوحيدون الذين يحتفلون بهذا العيد في الجزائر هم العمال الصينيون بما أنهم وحدهم من يعملون، وربما سيتحول العيد هنا إلى إحتفالات بعيد " الشومارة " والمتقاعدين في الوقت الذي تكاد الطبقة الشغيلة تنقرص ويتحول معظمها إلى العمل في مزبلة " طيميط "، أو حمالين في الميناء في حاويات الأسياد في الوقت الذي يحتفل فيه العمال بعيدهم.