بعض الدول، تستثمر حتى السنتمترات القليلة من الأراضي الخصبة لتزرع فيها ما ينفع، نباتا أو ثمرا مهما كان نوعه، وعندنا هكتارات واسعة زرعت إسمنتا وقضبانا فأنبتت بنايات تشبه كل شيء إلا أن تكون بنايات ذات قيمة تذكر، ففي الوقت الذي تعقد فيه عدة مصالح عندنا ندوات عن الأمن الغذائي الذي صار التحدي الأبرز في هذا القرن، تعمل بعض الجهات على تحويل أجود الأراضي عندنا إلى فيلات وبنايات وفنادق ذات الخمس نجوم أو أقل من ذلك أو حتى المطموسة النجوم ليصبح الكلام عن الأمن الغذائي ليس سوى مناسبة يجتمع فيها القوم لقراءة بعض التقارير القادمة من هناك، وإبداء بعض الملاحظات التي أبديت في نفس الملتقى في العام الماضي والعام الذي قبله، لينفض الجمع في انتظار ملتقى قادم ربما يقام على فندق بني على أرض كانت في العام الماضي تنتج عنبا وقمحا وزيتونا، لتصير بفضل الجشع أرضا تنتج " بيطونا " ، فأي أمن غذائي نريد ونحن نرى أجود الأراضي تحولت في العشرية الأخيرة إلى هياكل إسمنتية ضخمة، إن الأمن الغذائي ليس مجرد ملتقيات –منسباتية- تعقد بأمر وتنتهي بأمر، ولكنها أكبر من ذلك لأنها سلاح أي دولة تريد الحفاظ على وجودها ومستقبلها في عالم سيعرف في المستقبل صراعا محموما على الماء وعلى الغذاء ، والقوي من يتحكم في مصادر الغذاء والماء . HYPERLINK "mailto: هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته " "_blank" هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته