بعد الخسائر المسجلة في الموسمين الماضيين ببشار أبدى مؤخرا العديد من الفلاحين على مستوى المناطق الفلاحية بسهل العبادلة تخوفهم الشديد من إمكانية تعرض محاصيلهم من البطيخ بأنواعه للأمراض بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم خلال الموسمين الماضيين سيما مرض الغبار الدقيقي أو ما يعرف بمرض الأوديوم، وهو ما قد يعكس حجم التخوف لدى هؤلاء في ظل مطالبهم المتجددة بضرورة تخفيض تسعيرة مياه السقي. فعلى الرغم من مختلف الأمراض التي باتت تهاجم نبات البطيخ في مراحل نموه المختلفة وما انعكس على ذلك من خسائر كبيرة، إلا أن الفلاح بولاية بشار قد ألف هذا النوع من الزراعة سواء من الجانب الاستهلاكي أو التجاري، حسب ما صرح به عدد من الفلاحين للنهار مضيفين أنه بات على مكاتب المصالح الفلاحية أن تدرك الأهمية الكبيرة لهذا الجانب وتلعب دورا فعالا في تحسيس الفلاح بخطورة المرض والسبل الكفيلة قصد تجنب ظهوره مع بداية الفترة الصيفية، وحسب ما أكده رئيس القسم الفلاحي بالعبادلة "للنهار" فان المرحلة الحالية حساسة جدا ومن الواجب اتخاذ كافة التدابير وتوعية الفلاحين بخطورة المرض وأثره على أوراق البطيخ ومختلف النباتات الأخرى وذلك من خلال القيام بحملات تحسيسية والقيام بزيارات ميدانية للمستثمرات وإجراء تجارب ومتابعة فحص العينات، مشيرا إلى أنه قد برمجت خلال الأسابيع الماضية بعض التحركات بهذا الشأن إلا أن المرحلة القادمة ستكون الأهم حسب تصريحه. وأضاف محدثنا أن مرض الأوديوم من الأمراض الخطيرة التي باتت تهدد المحاصيل سيما صنف القرعيات وتظهر أول علامات المرض على أي من سطحي الورقة بصورة بقع صفراء شاحبة على الأوراق والأعناق والسيقان مغطاة بجراثيم الفطر البيضاء المسحوقية ثم تتحول الأوراق تدريجياً للون الأصفر ثم البني وتصبح ذات ملمس ورقى وتجف الأجزاء المصابة محدثة موت كثير من الأوراق ونادراً ما تظهر هذه الأعراض على الثمار، وهو أمر لابد أن يتفطن له الفلاح وأن يبادر إلى الاتصال بمصالح وقاية النباتات أو القسم الفرعي الفلاحي لمعاينة أي حالة يمكن ظهورها. وحول سؤال ل"النهار" حول أبرز طرق معالجة المرض أكد محدثنا أنه من بين أهم الأمور التي يراعيها الفلاح عدم التسرع في المعالجة الكيميائية إلا بعد عرض الأدوية على الأطراف المختصة تجنبا لما حصل خلال السنوات الماضية أين خلق خلط في نوع المبيدات والأدوية مما ساهم في انتشار المرض، مضيفا أنه ينبغي في البداية التخلص من الحشائش وخاصة التابعة للعائلة القرعية ومدى الالتزام بمعدلات التسميد وخاصة الآزوتى وعدم المغالاة في استخدامه وكذا الاعتدال في الري، حيث تؤدى زيادة الرطوبة الأرضية للإصابة بالمرض وكإجراء احترازي في حالة ظهور المرض لابد من التخلص من بقايا المحصول المصاب عن طريق الحرق.