92 شخص منهم نساء، أطفال ورضع لأربعة عائلات في قوارب الموت إلى إسبانيا أوقفت قوات البحرية الإسبانية ما يزيد عن 92 حراڤا جزائريا، بينهم 20 امرأة، بالقرب من سواحل مدينة العامرية بجنوب إسبانيا، في سلسلة رحلات عبر البحر بقوارب الموت، بين يومي الخميس والجمعة الماضيين، انطلاقا من غرب البلاد وتحديدا من سواحل بني صاف ووهران. وعلمت "النهار" من مصدر مسؤول بمكتب الهجرة الإسباني بمدريد، أن الحراڤة كانوا على متن 7 قوارب، منها اثنان كبيران ومجهزان بتقنيات عصرية، على غرار جهاز التحديد الجغرافي GPS . وأكدت المصادر أن القوارب التي كانت تقل 92 حراڤا من عائلات مختلفة، نجحت في إنزالهم بأحد الشواطئ بالقرب من مدينة قرطجينة، لكن قوات الأمن طوقت المكان من أجل توقيف الحراڤة الذين فروا في اتجاهات مختلفة وتوزعوا في إحدى الشعاب القريبة مما صعب عمل قوات الأمن التي أوقفتهم جميعا في الأخير. وقد تسببت هذه الحادثة في صدمة كبيرة وسط سكان المدينة التي تقطنها أغلبية مسلمة، بعد ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية، خاصة وأن قائمة الموقوفين ضمت أطفالا ونساء وحتى رضّعا، في حادثة هي الأولى التي يتم فيها توقيف عائلات بأكملها، تتكون من الأب الأم والأبناء، وقد حجزت قوات البحرية الإسبانية وثائق هؤلاء الذين ثبت فعلا انتماؤهم لعدة عائلات. وأشارت مصادر "النهار" إلى أن عدد النساء قد فاق 20 امرأة، إضافة إلى عدد من الأطفال الصغار الذين حولوا رفقة أمهاتهم إلى مراكز خاصة، للإقامة في انتظار تسوية إجراءات الترحيل. وضبطت لدى الحراڤة أمتعة وأجهزة إلكترونية، منها هواتف نقالة، مما أعطى انطباعا بأن وراء العملية شبكة لتهريب البشر. وتتوقع السلطات أن يكون هناك مجموعة مكلفة باستقبال الحراڤة. فيما فتحت الجهات المختصة بمدريد تحقيقا حول هذه العملية التي تعد الأكبر في تاريخ الجزائر تسجل تهريب هذا العدد الكبير من الحراڤة في رحلات مختلفة باتجاه إسبانيا، حيث استعملت قوارب أكبر وبمحركات ذات قوة متوسطة، بالإضافة إلى جهاز التحديد الجغرافي GPS والذي يساعد الحراڤة على تحديد مكان تواجدهم في أعالي البحار قصد التقليل من احتمالات الانحراف عن المسار. ومباشرة بعد توقيف الحراڤة حولوا إلى مراكز التحقيق حيث فتحت قوات الأمن تحقيقا وأخذت أقوال الحراڤة الراشدين، ليتم نقلهم فيما بعد إلى مراكز الإيواء المخصصة لحجز المهاجرين غير الشرعيين، في انتظار ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. وقد أسفرت التحريات الأولية عن انطلاق الرحلات من شاطئ بني صاف بوهران غرب الوطن، وكانت قاصدة شاطئ أليكانت الإسباني. ومن جهة أخرى، علمت "النهار" بأن مصالح الهجرة بمدريد دخلت في اتصالات مع الطرف الجزائري، قصد التكفل بالحراڤة وترحيلهم في أقرب وقت بسبب وجود بين الموقوفين أطفال صغار.