بهدف ضمان نجاح المفاوضات في مشاريع صفقات بقيمة 5 ملايير أورو أفادت مصادر مؤكدة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كلف الخميس الماضي وبصفة رسمية وزير الداخلية يزيد زرهوني بمهمة الإشراف وتنسيق موقف الحكومة الجزائرية فيما يتعلق بالملفات التي ستبحث مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المقررة غدا الاثنين. قال مصدر على صلة بالملف ل"النهار"، أمس، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كلف وزير الداخلية السيد نور الدين يزيد زرهوني بمرافقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته إلى الجزائر المقررة غدا الاثنين كما أسند له مهمة تنسيق والتفاوض حول الملفات التي سيجري بحثها بين أعضاء وفدي البلدين. وعقد يزيد زرهوني الخميس الماضي اجتماع تنسيقي ضم الوزراء الأعضاء في الوفد الرسمي الجزائري الذي سيبحث مع نظيره الفرنسي في الملفات ذات الصلة بالزيارة وأبرزها بلورة تصور نهائي لميثاق صداقة يهدف إلى حصر أبرز المجالات الاقتصادية التي سيتم تعزيز الحضور الفرنسي فيها خلال العشرة سنوات المقبلة. وجاء تفويض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لوزير الداخلية يزيد زرهوني بمهمة التكفل بملف العلاقات مع فرنسا خلال زيارة ساركوزي إلى محاولة تجاوز "الأزمة الدبلوماسية" التي سببتها تصريحات وزير المجاهدين محمد الشريف عباس وأيضا لتمكين أحد أبرز العارفين بطبيعة العلاقات مع باريس من قيادة الوفد الجزائري المفاوض خلال اجتماع اللجنة الثنائية. ويزور ساركوزي الجزائر على رأس وفد هام يضم عدد من الوزراء إضافة إلى 150 رجل أعمال فرنسي وقال متحدث باسم الرئاسة الفرنسي في لقاء مع الصحافيين، مساء الجمعة، أن باريس "ستقدم دليل الانتقال للسرعة الكبرى في مجال الاستثمارات" وقدر حجم العقود التي سيتم التوقيع عليها بنحو 5 ملايير أورو. وقال المتحدث باسم قصر الإليزي في لقاء مع الصحافيين بأن هناك عقود تهدف إلى الاستثمار في عدة قطاعات لا سيما الطاقة والبتروكيمياء والنقل وستمكن من خلق حوالي 7000 منصب شغل. وسيتم خلال هذه الزيارة أيضا بحث ملف التعاون النووي المدني وهو الملف الذي يراهن عليه كثيرا الرئيس نيكولا ساركوزي حيث يتوقع أن يتم التوقيع خلال الزيارة على مذكرة تعاون تشمل المبادئ الأساسية على أن يتم فسح المجال لاحقا للمفاوضات التقنية مع مسؤولي وزارة الطاقة والمناجم.