رئيس المجلس الشعبي الوطني يتحادث بكراكاس مع نظيره الفنزويلي    الفريق أول السعيد شنقريحة ينصّب قائد الحرس الجمهوري بالنيابة    المصادقة على إعلان كمبالا لتعزيز تحول نظم الأغذية الزراعية للفترة 2026-2035    تحديث تطبيق بريدي "موب" من أجل خدمة أفضل    مؤسّسة النقل البحري للمسافرين تعدّل برنامج رحلاتها    التذبذب المسجل على تطبيق "بريدي موب": بريد الجزائر يطمئن زبائنه    إرسال مساعدات إنسانية إلى بوركينا فاسو    الجزائر تدعو إلى عقد مشاورات بمجلس الأمن    الجزائر لم تنخرط في منطق التصعيد والإذلال مع باريس    حضور قياسي للاحتفال بيناير في تيميمون    بلمهدي في السعودية لحضور مؤتمر ومعرض الحج    بلمهدي في السعودية لحضور مؤتمر ومعرض الحج    تحرّشات فرنسا الرسمية ضد الجزائر تتطلب الدفاع عن مقوّماتنا    "السياربي" أمام منعرج حاسم    ماي آخر أجل لتسليم مراكز تخزين الحبوب    مشاركة جزائرية خارج العروض    الإشاعة والأدب عمودا روايتي الجديدة    30 مشروعا تربويا في طور الإنجاز    فرنسا تتخبط في استعلائها الاستعماري الجديد    وفاة خمسينيٍّ وثلاثة مصابين في حادث مرور    تفكيك شبكة إجرامية تروّج المخدرات الصلبة    وكالة "الأونروا" : نقوم برقمنة أرشيف اللاجئين الفلسطينيين خوفا من الحرق والتدمير    الإشادة بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    "الصفراء" تقصي "الكناري" والوفاق يزيح شبيبة جيجل    الاحتفال بيناير بالبويرة: قرية ثسالة السياحية تواكب الحدث    مولودية الجزائر تنعش حظوظها في التأهل    توقيف مروّج كوكايين    إقبال كبير على صالون المرأة بقصر المعارض    تفكيك عصابة تحترف النصب عبر مواقع التواصل    ثلوج مرتقبة على مرتفعات وسط وشرق البلاد بداية من مساء غد الأحد    رئيس الجمهورية يهنيء الشعب الجزائري بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة    الإعلان عن نتائج مسابقة الالتحاق بالتكوين المتخصص في رتبة مربي تنشيط الشباب الاثنين المقبل    أطفال غزّة.. حصاد الموت    العضلات تبيح المحظورات    عصّاد يُثمّن بتيميمون جهود الدولة لترقية الأمازيغية    مقاومة شعوب العالم الإسلامي ذات عمق سيادي    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    1431 مُنشأة فنية مرتقبة ضمن المشروع العملاق    إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة بغرداية : "رفيس" ...طبق تقليدي عريق للتفاؤل بسنة زراعية مثمرة    الصالون الوطني للاحتفال برأس السنة الأمازيغية ببسكرة : مشاركة 20 ولاية    الجمعية العامة الاستثنائية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم: البنود الجديدة في القانون الاساسي للفاف    رأس السنة الأمازيغية: تنظيم مبادرة "مائدة يناير" بالجزائر العاصمة    الجمعية العامة الاستثنائية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم : المصادقة على مطابقة النظام الاساسي "للفاف" مع نظام "الفيفا" و القانون الجزائري    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46537 شهيدا و109571 مصابا    صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة:مرافقة أكثر من 380 مشروعا بقيمة 58 مليار دج خلال 2024    كرة القدم/ كأس الكونفدرالية /دور المجموعات (الجولة الخامسة) : اتحاد الجزائر وشباب قسنطينة لحسم ورقة التأهل للدور ربع النهائي    وفاة 03 أشخاص و إصابة ثلاثة أخرين في حادث مرور بولاية معسكر    اختتام بطولة الشرطة للكرة الحديدية    منصوري يُتوّج بالمرحلة الأولى    بلمهدي يزور السعودية    السيد فايد يشارك بالمدينة المنورة في ملتقى حول الإطار الاستراتيجي المستقبلي للبنك الإسلامي للتنمية    تنظيم الطبعة ال 11 للصالون الدولي للصناعة الغذائية من 14 إلى 16 يناير بوهران    بلمهدي يشرف على تنصيب المدير العام الجديد للديوان الوطني للحج والعمرة    عدم تسجيل أيّ حالة في الجزائر    وعي الشعب السوري قادر على حماية هويته الحضارية    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسرائيل.. حالة إنكار تشرينية!
نشر في السلام اليوم يوم 03 - 12 - 2011

تعيش إسرائيل الآن حالة إنكار تشرينية مشابهة إلى حد كبير لتلك التي عاشتها في سبعينيات القرن الماضي، وتحديدا في السنوات الست الفاصلة ما بين النكبة الثانية -1967- وحرب أكتوبر 1973، الحرب التي أدت رغم الأداء السياسي العربي السيء إلى زلزال هائل مازالت آثاره المعنوية والنفسية وحتى الاستراتيجية ماثلة للعيان، وتحديدا فيما يتعلق بإمكانية زوال أو تدمير الهيكل الثالث، أي الدولة العبرية بكاملها.
يمكن الحديث الآن عن ثلاثة مظاهر أو تعبيرات أساسية عن حالة الإنكار التشرينية السالفة الذكر، الحفاظ على الواقع الراهن، والمراوحة في المكان، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع السلطة الفلسطينية والمحيط العربى بشكل عام، والاعتماد على القوة العسكرية وحدها من أجل الدفاع عن إسرائيل وضمان بقائها ومصالحها كما الركون إلى المساعدة الأمريكية متعددة المستويات والأبعاد لمواجهة المشاكل والتحديات الهائلة التي تواجهها تل أبيب، دون الالتفات أو حتى الاهتمام بتراجع دور واشنطن، بل جرها مرغمة إلى مربع العزلة المتفاقمة الذي تتخبط به الدولة العبرية في المنطقة والعالم.
ترى حكومة نتنياهو - ليبرمان المعبرة بدقة عن إسرائيل اليوم أن لا مناص من الحفاظ على الوضع الراهن والسعي لإدارته بأقل الخسائر أو الأثمان الممكنة.. فهي لا تعتقد بإمكانية التوصل إلى تسوية مع الرئيس محمود عباس وتعي أن أقصى ما تقدمه لا يمكن أن يقبل به أي مسؤول فلسطيني..!! وضمن الوضع الراهن أيضا تجتهد تل أبيب للحفاظ على الانقسام الفلسطيني وتسعى بكل الوسائل لتأبيده ومنع قيام مصالحة أو وحدة فلسطينية تتجاوز آثار الانقسام سياسيا وجغرافيا ومؤسساتيا حتى بثمن تقديم بعض التسهيلات والتقديمات، إن تجاه الضفة أو حتى تجاه غزة..
وكما أنها مقتنعة بأن الربيع العربي وميدان التحرير المتنقل من دولة إلى أخرى يحتم على تل أبيب الانتظار وعدم تقديم أي تنازلات أو الإقدام على خطوة ذات طابع جوهري وتغييري إلى حين اتضاح آفاق ومآلات الربيع العربي الذي قد يتحول إلى شتاء ساخن، حسب تعبير نتنياهو، قاصدا طبعا وصول الإسلاميين المتطرفين إلى السلطة.. وقبل ذلك وبعده هناك قناعة راسخة لدى رئيس الوزراء وعصابة الثمانية ترى أن الصراع غير قابل للحل و»فتح» لا تختلف عن «حماس» في مطالبتها أو إصرارها على كل فلسطين وإن بشكل مرحلي.. وعلى ذلك فإن كلفة الحفاظ على الوضع الراهن، خاصة مع الانقسام الفلسطيني وعدم تحمل الاحتلال لمسؤولياته لا في غزة ولا في الضفة، أقل بكثير من كلفة التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يتضمن الانسحاب من معظم الضفة الغربية والقدس الشرقية مع تبادل أراض محدود وتفكيك عشرات المستوطنات التي تضم مائتي ألف مستوطن على الأقل.
طبعا ما يصح فلسطينيا يصح سوريا ولبنانيا أيضا.. حكومة نتنياهو غير مهتمة أصلا بالمسارين السوري واللبناني وتعتقد أن لا شيء يدفعها أصلا للتفاوض حول إعادة الجولان، وهي التي رفضت الانسحاب من قرية الغجر، وبالأحرى الجزء الشمالي منها.. وكما في السياق الفلسطيني فإن كلفة احتلال الجولان أقل كثيرا من كلفة الانسحاب منها وفق تصور الثمانية المسنود من شرائح سياسية وشعبية واسعة في إسرائيل..!!
إذن، لأجل إدارة الوضع الراهن والحفاظ عليه، تلجأ إسرائيل اليوم إلى استخدام قوتها العسكرية في غزة كما في الضفة الغربية أيضا، مقتنعة أن ما لم يتحقق بالقوة يتحقق بالمزيد منها ضمن سياق تصور أو فهم أوسع يرى أن الخيار العسكري وحده قادر على حماية إسرائيل وضمان بقائها في هذه المنطقة الحساسة والعاصفة من العالم؛ فالحكومة الحالية لا ترى عملية التسوية والمفاوضات وحتى العمل السياسي والدبلوماسي بشكل عام كأدوات أو حتى وسائل من أجل الحفاظ على إسرائيل ومناعتها القومية ومستقبلها القوة وحدها ولا شيء غيرها وما عدا ذلك مظاهر ضعف زائدة ولا لزوم لها.
حالة الانكار التشرينية تتضمن كذلك الاعتماد على الدعم الأمريكي السياسي الدبلوماسي والعسكرى لضمان عدم فرض أي حل سياسي على إسرائيل أو حتى إجبارها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، إن في السياق الفلسطيني أو العربي كما رأينا عند التصويت على القرار الخاص بالاستيطان في مجلس الأمن، فبراير الماضي، أو عند مناقشة الاعتراف بالدولة الفلسطينية أو حتى عند التصويت على انضمام فلسطين إلى اليونسكو..
فحكومة نتنياهو التي يتمتع رئيسها بنفوذ في الساحة الأمريكية يفوق ذلك الذي يتمتع به الرئيس أوباما نفسه، تفرض على هذا الأخير وإدراته تشكيل ساتر سياسي ودبلوماسي يحمي إسرائيل حتى بثمن جر واشنطن نفسها إلى مربع العزلة الذي تغرق فيه الدولة العبرية منذ ثلاث سنوات تقريبا عندما صوتت في الانتخابات الأخيرة لجورج بوش الابن، بينما كان الكل يصوت لأوباما ومقاربته التغييرية في أمريكا والعالم وهي المقاربة التي فشلت فشلا ذريعا ووصلت إلى حائط مسدود داخليا وخارجيا بفضل نتنياهو وأصدقائه وحلفائه في الكونغرس والساحة السياسية الأمريكية بشكل عام.
بديهي أيضا أن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد على الخيار العسكري والقوة بمعزل عن الدعم الأمريكي، إن على مستوى العدة والعتاد والتجهيزات أو فيما يخص الحماية أو حتى السكوت عن أي مغامرة أو خطوة عسكرية، كما حدث عند قصف المنشأة النووية السورية المزعومة في دير الزور أو حتى أثناء حربي لبنان وغزة عامي 2006 و2008.حالة الانكار التشرينية الأولى انتهت بزلزال أدى رغم الأداء العربي الساداتي السيء إلى ارتدادات وندوب مازالت حاضرة على المستوى السياسي الأمني وحتى الشخصي، وبالتالي يمكن توقع نهاية مماثلة، بل أشد سوادا للحالة الحالية في ظل تراجع الهيبة والنفوذ والتأثير الأمريكي، والأهم بسبب الربيع العربي الذي فجر براكين الغضب وسيؤدي مع المعطيات السابقة إلى تهديد ووجودي وحتى كارثة على إسرائيل، بالضبط كما توقع التقرير الاستراتيجي الأخير الصادر عن مركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.