رر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا المشاركة في (جنيف 2)، وهو قرار أكّد رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن هدفه الوحيد تحقيق مطالب (الثورة الكاملة)، ورحّبت به كلّ من واشنطن ولندن وباريس وبرلين. فقد صوّتت الهيئة العامّة للائتلاف الوطني السوري في إسطنبول لصالح المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي تنطلق أعماله هذا الأربعاء، وذلك بعد أن اتفقت الهيئة في اجتماعها الأخير على أن تكون آلية التصويت بموافقة نصف الأعضاء زائدا واحدا بعد أن كانت القرارات تتطلب أغلبية الثلثين. وبلغ عدد المصوتين 75، وافق 58 منهم على المشاركة في مقابل معارضة 14 وامتناع عضوين وتصويت آخرين بورقة بيضاء. يذكر أن 44 عضوا قاطعوا التصويت وقرروا الانسحاب خلال الاجتماع السابق للائتلاف في السادس من الشهر الجاري. وسيتجه الائتلاف بعد الموافقة على المشاركة في مؤتمر (جنيف 2) إلى اختيار الوفد المشارك، والذي سيتشكل من تسعة أعضاء. وأكد رئيس الائتلاف أحمد الجربا أن الهدف الوحيد للمعارضة من المشاركة في مؤتمر (جنيف 2) هو تحقيق مطالب (الثورة كاملة) وعلى رأسها إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمته. وقال الجربا في كلمة ألقاها من إسطنبول: (الطاولة بالنسبة لنا ممر في اتجاه واحد إلى تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديل، وعلى رأسها تعرية السفاح من سلطاته كاملة تمهيدا لسوقه إلى عدالة الله والتاريخ وقوانين البشر)، وأضاف: (ندخل مؤتمر جنيف بعد مشاورات طويلة انتهت بالرأي السوري الحر إلى الدخول على نية خلاص سوريا من الباغي إن لم يكن بالسيف فبغيره وبالسيف معا)، وتابع: (ومن يعتقد أننا سندخل جنيف لننسى مرحلة خلت هو ملتبس مشتبه)، وتابع في محاولة واضحة لطمأنة معارضي المشاركة في المفاوضات: (يا ثورة المائتي ألف شهيد، قسما بدمائهم لن نرضى إلا أن ننجز ما قضوا من أجله، لسنا قلة ولا ضعافا ومعنا أحرار العالم فلن تقوى مرتزقة الحقد الطائفي الأعمى ولن يخدعنا مجددا نظام المخادعة). ووصف الجربا المرحلة القادمة بأنها (محطة جديدة في ثورتنا ولحظة فاصلة)، وأكّد عدم التخلي عن العمل العسكري، قائلا: (سنترك أغصان الزيتون تعانق فوهات البنادق حتى النصر المبين)، وأضاف: (نريده جنيف 2 صراحة لمواجهة الإرهاب الذي مارسه) النظام السوري. وتزامن إعلان الائتلاف وموافقته على المشاركة مع بيان صدر عن هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية السورية المعارضة برئاسة اللواء سليم إدريس، أعلنت فيه دعمها (حلا سلميا) للأزمة السورية. وأبدى إدريس تأييده فكرة انتقال السلطة في سوريا من خلال حل سياسي، لكنه طالب وفد المعارضة المتجه إلى جنيف بالتمسك بأهداف الثورة. وقال إدريس إن أهداف الثورة تتضمن رحيل الأسد وقادة أجهزته الأمنية والعسكرية. وفي ردود الفعل على قرار الائتلاف المشاركة في مؤتمر (جنيف 2) وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تصويت الائتلاف على المشاركة في المؤتمر بأنه (تصويت شجاع). ومن جهته، أشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقرار (الصعب) الذي اتخذته المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) بالرغم من انقساماتها الحادّة. بدوره، رحب وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير بقرار الائتلاف، وقال في بيان مقتضب (إنه القرار الجيد حتى إن كنت أفهم أنه كان صعبا اتخاذه بالنسبة للكثير من المعارضين)، كما رحب بالقرار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وقال: (هذا الاختيار الجريء الذي جاء رغم الاستفزازات وأعمال العنف التي يقوم بها النظام، إنما هو اختيار للبحث عن حل سلمي).