تختبر الولاياتالمتحدةالأمريكية قدرة المعارضة السورية في الوفاء بوعودها اتجاه احتمال وقوع الأسلحة في أيدي الجماعات المتطرفة التي تحارب ضد نظام بشار الأسد وتتصارع في ذات الوقت مع الجيش الحر على مناطق النفوذ في دمشق، مع استعداد واشنطن لإرسال أسلحة إلى مقاتلي المعارضة، فيما طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التعجيل بتوريد الأسلحة للمعارضة لمواجهة القوات النظامية. يحاول الائتلاف السوري المعارض تسريع خطة التسليح من خلال الجولة التي يقوم بها الجربا إلى عواصم غربية فبعد زيارته باريس التي أكدت وجود صعوبات تحول دون تقديم فرنسا دعما عسكريا للمعارضة، دعا الجربا في بيان عقب لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الولاياتالمتحدة إلى التعجيل بالوفاء بوعدها، وقال أنه طالما النظام لم يوافق على حل سياسي فالجيش الحر في أمس الحاجة للترسانة العسكرية للدفاع عن نفسه، وتواصل الولاياتالمتحدة إرسال مساعداتها الإنسانية للمعارضة السورية وتراقب عمليات توزيعها المواد الغذائية والمجموعات الطبية وكذا الأموال في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر، وذلك قبل أن تمر واشنطن إلى الخطوة الموالية المتعلقة بالدعم العسكري، الذي يبقى محل جدال في الآونة الأخيرة خاصة في ظل المخاوف من سيطرة الجهات المتطرفة على الأسلحة المزمع إرسالها إلى الفصائل المقاتلة ضد الأسد، وهو الأمر الذي أخّر المساعي الغربية التي كانت تشدد في وقت سابق على ضرورة التعجيل في إحداث تعديل في موازين القوى بين الجانبين المتصارعين في سوريا عن طريق التمسك بالتسليح. لكن الأصوات التي نادت بالإسراع خفت صوتها وتراجعت مساعيها المتعجلة والتي كانت ترى فيها ضرورة ملحة مبررة هذا الفتور في التعاطي مع مسألة تسليح المعارضة بالغموض الذي يكتنف وجهة العتاد المنتظر توريده إلى الجهات المحاربة ضد النظام خاصة بعد الانشقاقات التي عصفت بالمعارضة وإعلان جبهة ا لنصرة ولاءها لتنظيم القاعدة في العراق، وكذا تصاعد حدة الصراع على مناطق النفوذ داخل الفصائل المقاتلة، غير أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبقي على مسالك الحوار مفتوحة مع المعارضة ويجتمع مسؤولون أميركيون أسبوعيا في تركيا مع زعماء المعارضة السورية للتشاور والاتفاق حول السبل الأنجع لإبقاء قنوات الإمداد مفتوحة إلى مقاتلي المعارضة والبلدات والمناطق التي أنهكتها الحرب، حيث وسعّت واشنطن في الآونة الأخيرة مساعداتها لتتضمن الشاحنات وأجهزة اللاسلكي والمولدات الكبيرة ومعدات الاتصالات المتطورة، وكان الكونغرس الأمريكي قد مهد الطريق في وقت سابق من الشهر الجاري كي ترسل واشنطن إلى المعارضة أسلحة تساعد في فك الحصار الذي تفرضه عليها قوات الأسد، حيث وافق المشرعون على تمويل محدود لعملية نقل الأسلحة مع خشيتهم أن تنتهي الأسلحة والذخائر إلى جماعات إسلامية متشددة.