الجزائر - بدات القيادة الفلسطينية جملة من التحركات الدبلوماسية عبر إرسال وفود فلسطينية إلى العديد من الدول على مستوى العالم لحشد التأييد للاعتراف بالدولة الفلسطينية غداة اخفاق اللجنة الرباعية في تحقيق اي تقدم بشأن استئناف محادثات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الوفود الفلسطينية ستضع الجميع في صورة الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي مؤكدا ان القيادة الفلسطينية "تسير بخطى ثابتة" تجاه موعد سبتمبر المقبل وما يسبقه من تحركات سياسية بما في ذلك اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي فشل في ادانة الاستيطان الاسرائيلي. و في هذا الاطار سيتوجه الرئيس الفلسطيني إلى إسبانيا يوم 19 جويلية الجاري فيما تجوب وفود فلسطينية الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع منظمة التحرير لفلسطينية ولكنها لا تعترف بفلسطين. و سعيا منها لانتزاع الاعتراف بشرعية اقامة الدولة الفلسطينية القادمة تنتشر وفود فلسطينية في كل من كندا والصين واستراليا ونيوزيلندا, إضافة إلى اليابان وكوريا, بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967, فيما تتابع غرفة عمليات شكلت مؤخرا خطوات سبتمبر المقبل. و في هذا السياق أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية في تصريح صحفي ان التوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل هو نزع الشرعية عن الاحتلال وتقرير المصير بما لا يتعارض مع المفاوضات" مؤكدا استعداد القيادة الفلسطينية لأي مفاوضات "جدية ذات مرجعية واضحة توقف الاستيطان", لافتا إلى عدم وجود تعارض بين الذهاب للأمم المتحدة والمفاوضات. وأضاف "إذا كان العالم سيعترف بحل الدولتين وهناك العديد من الدول التي تنظر إليه باعتباره حلا للتسوية السلمية, فإن خطوة سبتمبر المقبل تضفي الشرعية على الكيان الإسرائيلي ولا تنزعها" موضحا ان الجانب الفلسطيني يهدف إلى نزع الشرعية عن الاحتلال وإنهائه. و كان عباس قد جدد التأكيد على التمسك بالتوجه إلى الأممالمتحدة في سبتمبر المقبل في حال فشل إستئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي مشيرا إلى ان مسارالمفاوضات "يعاني من صعوبات كبيرة بسبب استمرار سياسة التنكر للاتفاقيات الموقعة وإعتماد سياسة المماطلة وفرض الوقائع اللاشرعية من قبل الحكومة الإسرائيلية". وقال عباس أن القيادة الفلسطينية تتطلع إلى المجتمع الدولي بأسره ليمارس دوره في "دفع عملية السلام إلى الأمام" عبر التأكيد على تنفيذ الإتفاقات والإلتزام بمبدأ حل الدولتين والتأكيد على رفض السياسة الإستيطانية الإسرائيلية. و من جهتها أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ضرورة مساندة دول العالم خيار توجه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة دون تحفظ لأنه "السبيل الأكثر فاعلية" لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود طويلة. و بدوره طالب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات غداة إخفاق اللجنة الرباعية الدولية في إصدار بيان عقب اجتماعها اول امس الاثنين بواشنطن الأطراف الدولية "بالكف عن التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون ودعم عضوية دولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدسالشرقية لدى الأممالمتحدة". و يذكر ان المشاركين في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للسلام اخفقوا اول امس في وضع بيان مشترك بشأن كيفية دفع عملية السلام والتوصل إلى اتفاق بشأن كيفية العودة إلى محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. و مع اصرار القيادة الفلسطينية على اللجوء إلى مجلس الامن الدولي تتسارع وتيرة التحركات الغربية تحت غطاء الولاياتالمتحدة لاستباق الخطوة الفلسطينية و احباطها تزامنا مع تهديدات اسرائيلية للسلطة الفلسطينينة اذا اصرت على موقفها. وفي هذا الاطار تسعى الولاياتالمتحدة و الاتحاد الاوروبي لعقد قمة في 19 جويلية الجاري في واشنطن بمشاركة وزراء خارجية دول اعضاء اللجنة الرباعية و ذلك لطرح خطة سلام دولية جديدة تستند إلى خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي القاه في 19 ماي الماضي و يفترض ان تكون خطط السلام الدولية هذه "بديلا" للتحرك الفلسطيني تجاه الاممالمتحدة. وتخشى اسرائيل فكرة التوجه الفلسطيني نحو الاممالمتحدة قصد اعلان عن الدولة القادمة محذرة في العديد من المناسبات من نشوب "حرب" بين الجانبين. و امام حالة الانسداد التي يشهدها مسار السلام قررت جامعة الدول العربية عقد اجتماع وزاري للجنة مبادرة السلام العربية غدا بالدوحة لبحث خطة التحرك العربي لطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة بالاضافة إلى استعراض خطة العمل التي أعدها الجانب الفلسطيني في هذا الشأن. و من المقرر ان يقدم الرئيس عباس تقريرا شاملا حول طبيعة التحركات الفلسطينية خلال الفترة المقبلة فيما يتعلق بالذهاب إلى الأممالمتحدة لطلب العضوية الكاملة لفلسطين وكذلك تطورات عملية السلام في ضوء الاجتماع الأخير للجنة الرباعية الدولية. و ينتظر ان يقدم نبيل العربى الأمين العام الجديد للجامعة خلال الاجتماع الذي سيشارك فيه وزير الخارجية مراد مدلسي تقريرا حول تقييم الموقف الراهن والاستماع كذلك إلى مواقف باقي الدول والخطوات المستقبلية للتعامل مع تطورات الأوضاع سياسيا وماليا وإعلاميا ودبلوماسيا وفقا لما اعلنه أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة.