استجاب، أمس، سكان ولاية تيزي وزو لمبادرة الحملة التطوعية المخصصة لتنظيف بلديات الولاية وإعادة الاعتبار للأحياء والمدن والقرى وتنظيفها من الأوساخ والنفايات المنزلية التي أصبحت تشوه المنظر البيئي، حيث شارك في هذه المبادرة المواطنون ولجان القرى والأحياء والجمعيات والكشافة الإسلامية والهلال الأحمر الجزائري والمقاولون. رغم ارتفاع درجة الحرارة أمس بولاية تيزي وزو إلا أن ذلك لم يمنع السكان من الاستجابة لنداء تنظيف الولاية والخروج في حملة تطوعية للتخلص من الأوساخ والنفايات المنزلية، حيث مست العملية 21 دائرة تتضمنها الولاية و66 بلدية من أصل 67 باستثناء عاصمة جرجرة، واختلفت نسب الاستجابة لهذه المبادرة من بلدية لأخرى، فهناك بلديات سجلت استجابة قوية وكبيرة من قبل المواطنين الذين غزوا الأحياء والشوارع والمدن في أوقات مبكرة لتنظيفها. حيث تم تسخير كل الإمكانيات اللازمة على غرار الإمكانيات التي تتوافر عنها البلديات وتسخير إمكانيات المقاولين الذين وضعوا شاحناتهم وآلاتهم من جرافات وجرارات وكذا عمالهم تحت تصرف البلديات، كما تم تجنيد كل عمال البلديات وعمال النظافة بولاية تيزي وزو للمشاركة مع المواطنين في إعادة النظر للبيئة والنظافة بالولاية. وتأتي هذه العملية التي استحسنها المواطنون تجسيدا لقرار والي ولاية تيزي وزو الذي أمر على هامش مجلس الولاية من كل رؤساء البلديات والدوائر والمدراء التنفيذيين بضرورة توفير كل الإمكانيات اللازمة لإنجاح المبادرة كما وجه الوالي نداء إلى المجتمع المدني والمقاولين للتعاون والمساهمة في تنظيف الولاية. وحسب المعلومات التي استقيناها من عدة مناطق فإن البعض من البلديات شرعت في الحملة التطوعية للتنظيف منذ يومين على غرار بلدية تادميت، التي قامت بتسخير كل إمكانياتها المادية والبشرية والاعتماد على مقاولي المنطقة وثلاثة جمعيات، وكشف رئيس بلدية تادميت حمايدي أن بلديته سجلت تراجعا نسبيا، أول أمس، في الاستجابة لحلمة التطوع بسبب الحرائق التي شهدتها البلدية، وأكد أن الحملة التطوعية حققت نجاحا كبيرا أمس، بعد الاستجابة القوية للمواطنين، مشيرا إلى أن العملية ستستمر طيلة هذا الأسبوع وتتواصل إلى غاية التخلص من كل الأوساخ والنفايات التي تشهدها البلدية والتي شوهت من منظرها البيئي. ونفس الأمر عرفته بلدية ثيزي غنيف، حيث انطلقت حملة التنظيف منذ يومين ولقيت إقبالا واسعا من طرف المواطنين، حيث أكد رئيس البلدية جيدة محمد أن العملية ستتواصل ليومين آخرين بهدف إعادة الصورة الحقيقية للبلدية. ومن جهة مقابلة، شهدت الحملة التطوعية المخصصة للنظافة التي عرفتها الأربع جهات لولاية تيزي وزو مشاركة قوية للجمعيات التي لها طابع النشاط البيئي والعديد من الجمعيات الرياضية والكشافة الإسلامية والهلال الأحمر الجزائري، هذا الأخير الذي جند أعضائه على مستوى كل الفروع المحلية. وحسب المعلومات المتوفرة لدينا وقصد إنجاح هذه المبادرة قام العديد من رجال الأعمال والأثرياء المتطوعين في بعض البلديات من ضمان الماء البارد والغذاء للمواطنين المتطوعين. هذا، وقد شهدت العديد من قرى ولاية تيزي وزو أمس، حملات تطوعية لتنظيف القرى من الأوساخ المنتشرة على غرار ما شهدته قرى معاتقة وسوق الاثنين وذراع الميزان وتيزي راشد وواضية وواسيف، حيث قام المواطنون بجمع كل الأوساخ والبعض من القرة اعتمدت على إمكانياتها لنقل الأوساخ والنفايات إلى مواقع مخصصة بينما طالبت العديد من القرى المسؤولين بالبلديات بإرسال شاحنات لنقل الأوساخ. ولعل النقطة السوداء التي تم تسجيلها أمس في بعض البلديات بولاية تيزي وزو هو غياب المنتخبين المحليين الذين لم يظهر لهم أي وجود رغم أن المبادرة جد مهمة، في حين استغل بعض الراغبين في الترشح للانتخابات المحلية المقبلة بالخروج مع المواطنين للتنظيف والقيام بحملات انتخابية مسبقة.