قالت مصادر عسكرية مالية، أمس، إن الجزائر بدأت في شحن معدات حربية مهمة إلى مالي في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين الجارين.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر متطابقة أن الدعم العسكري الجزائري ''ثري ومتنوع''حيث يضم وقودا موجها للقوات المالية وأكياس نوم موجهة للعمليات الخاصة وأسلحة. وأفادت الوكالة بناء على تسريبات من مصادر في وزارة الدفاع المالية بأن جزءا من هذا الدعم بدأ في الوصول فعلا، حيث استقبلت مالي 5 طائرات شحن عسكرية نقلت هذا ''الدعم الجزائري الهام'' على حد وصفها. ولم تقدر القيمة المالية للدعم العسكري المالي لباماكو التي تتلقى أيضا دعما غربيا وخصوصا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار مبادرة الساحل لمكافحة الإرهاب. وجاء قيام الجزائر بتقديم الدعم للجار الجنوبي عقب زيارة لوزير الدفاع في مارس الماضي لبلادنا ولقائه كبار المسؤولين الجزائريين يتقدمهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويفتح قيام الجزائر بدعم الجيش المالي بالسلاح مباشرة صفحة جديدة في علاقات البلدين، وهي علاقات طبعها التوتر بسبب مشاكل الحدود والهجرة السرية والطوارق والإرهاب. ويشير القرار إلى مقاربة براغمتية جزائرية تجاه الجار الجنوبي الذي طالما اشتكى مسؤولوه من نظرة جزائرية متعالية، رغم الروابط الشعبية والتاريخية بين الجانبين. فدعم الجيش المالي بالأسلحة والمعدات والوقود والمواد التموينية، إضافة إلى التدريب وتبادل المعلومات، يعود بالفائدة على الجانبين إذ يساهم في تقوية الجيش المالي الضعيف التسليح، ويعزز انتشاره في المناطق الخالية التي تستغلها عصابات الإرهاب والجريمة والتهريب للنشاط وتهديد أمن المنطقة. وبالنسبة للجزائر فإن هذه الخطوة تأتي لإبعاد التهمة التي ترددها بعض الأطراف المتطرفة في الساحة السياسية والإعلامية بمالي عن الجزائر بدعم متمردي الطوارق . ويبدو أن الجزائر انتقلت بدعم السلطة المركزية المالية بالسرعة القصوى لمواجهة متدخلين أجانب في دول الجوار الإستراتيجي، مما يهدد الأمن الوطني للجزائر من خلال مشاريع جمهورية الصحراء الكبرى أو دولة الطوارق وغيرها. ودخلت الجزائر على خط المنافسة مع دول في الجوار ودول عظمى في مقدمتها فرنساوالولاياتالمتحدة استثمرت في المتاعب الاقتصادية للحكم المركزي في باماكو. وتحوز فرنسا وجودا عسكريا، فيما قدمت الإدارة الأمريكية في إطار مبادرة الساحل عشرات الملايين من الدولارات لدعم الجيش المحلي وتدريبه وتقديم معدات الرؤية الليلية وعربات متعددة الميادين، دون أن يؤدي ذلك إلى تقليص التهديدات الإرهابية في المنطقة. وبالنسبة للملاحظين، يتجاوز الدعم الجزائري لماليٍ الرد على اتهامات واشنطن لها بالبطء في إدراك مخاطر التهديدات الإرهابية الإقليمية، مثلما ورد مؤخرا في تقرير الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم الى كونه ينبتق من فلسفة الجزائر وإستراتحيتها الأمنية بالمنطقة كقوة إقليمية ذات دور مهم يمليه عليها موقعها الجيوإستراجي .