رصدت السلطات المحلية لبلدية بوزريعة غرب العاصمة مبلغ 200 مليون دينار، أي ما يعادل ال 20 مليار سنتيم في إطار ميزانيتها لسنة 2012 بغية تجسيد مشاريع تنموية عديدة يقول عنها المسؤولون المحليون بأنها ذات أولوية ملحة في ظل النقائص الكبيرة المسجلة على مستوى البنية التحتية والمرافق العمومية بالبلدية، والتي أصبحت تشكل مصدر انزعاج كبير بالنسبة لسكان المنطقة، حيث تتعلق هذه المشاريع بصفة رئيسية في إعادة تهيئة وتعبيد الطرقات، إضافة إلى الانطلاق في مشاريع هامة تتعلق بفتح عدة أشطر من الطرق الرئيسية المحاذية التي من شأنها التخفيف من الضغط المروري الذي تعاني منه البلدية، فضلا عن استكمال أشغال عمليات التطهير التي شرعت فيها السلطات المحلية خلال تطبيق ميزانية سنة 2010 التي خصصت لها الجهات المعنية ما يقارب 42 مليار سنتيم في إطار الميزانية الإضافية كدعم من ولاية الجزائر في إطار مخطط البلديات للتنمية، فضلا عن مبلغ ال 35 مليار سنتيم كتمويل ذاتي من ميزانية البلدية، هذا في ظل استفادة البلدية خلال السنة الجارية من مبلغ ال77 مليار سنتيم كميزانية إضافية حسب ما أفاد به رئيس المجلس الشعبي البلدي «عبدي عبد الرحمان» في تصريح لجريدة «السلام اليوم»، حيث أضاف الأخير بأن مشكل الازدحام المروري ونقص العقار الذي منع من تجسيد كثير من المشاريع على أرض الواقع كما هو الشأن بالنسبة لمشروع مائة محل يعدان هاجس هيئته المنتخبة الذي تسعى لمعالجته في غضون تطبيقها للميزانية المالية للسنة الجديدة. الطرقات نقطة سوداء ببوزريعة تشهد وضعية الطرقات ببلدية بوزريعة حالة محرجة بسبب الانسداد المروري الكبير المسجل على مستوى الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى مدخل المدينة، حيث يرجع السبب الرئيسي في اضطراب وازدحام حركة السير بالمنطقة حسب ما أوضحته لنا مصادر محلية إلى تجمع عدد كبير من المرافق العمومية التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية من مؤسسات تربوية، محلات تجارية وأسواق، فضلا عن تواجد الجامعة على مستوى حي «علي رملي « لوحده، الأمر الذي زاد في الضغط على هذا الطريق إضافة إلى الطريق الجديد، وهما الطريقان اللذان يعدان منطقة العبور الرئيسية للسائقين، هذا دون الحديث عن الطريق الشمالي الرابط بين «سيدي يوسف» و»الذراع» الذي لا يختف الوضع فيه عن سابقيه، حيث يستقبل مرور هذا الشطر مواطني «عين البنيان» و»الرايس حميدو» وما جاورهما، فضلا عن استقباله المقيمين بسكنات «عدل» التي تم انجازها على مستوى بلدية بني مسوس. وأمام هذه الوضعية المرورية المعقدة يرفع مواطنو المنطقة مطالب للسلطات المحلية بإيجاد حلول ملموسة لمعاناتهم. وأوضح في هذا الصدد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوزريعة بأن وضع الطرقات أصبح كارثيا نتيجة الازدحام الكبير المسجل، خاصة في أوقات الذروة، معتبرا أن أمر التزفيت وتعبيد الطرقات ليس السبب في ذلك، وأضاف بأن مصالحه وبالتنسيق والدعم الكبير المنتظر من طرف مديرية التعمير والأشغال العمومية لولاية الجزائر، فضلا عن مديرية الري شرعت مؤخرا في التفكير الجدي للقضاء على هذا المشكل المروري، حيث كشف ذات المتحدث بأن هنالك مشاريع عديدة في هذا الإطار هي قيد الدراسة على أمل انطلاق تجسيدها على أرض الواقع في القريب العاجل، وحسب تصريحه فإن الأمر يتعلق بفتح شطر الطريق الرابط ما بين «واد باراناس» و طريق «بوزريعة المركزي»، الطريق الرابط بين «فريفالون» و»بوزريعة 19100»، فضلا عن الطريق الرابط بين «بوحمام» و»بني مسوس»، حيث يقول ذات المسؤول في هذا الشأن بأن فتح هذه الأشطر الرئيسية من الطرقات من شأنها تخفيف الضغط على مدينة بوزريعة التي تتحمل دخول عدد هائل من وسائل النقل بكافة أنواعها يوميا عبر الطريق الجديد أو طريق علي رملي فقط في ظل عدم وجود طرق فرعية تساهم في امتصاص هذا التوافد الكبير، حيث وبفضل الاستفادة من هذه الطرق الجديدة التي يأمل فتحها قريبا لن يضطر كثير من القاطنين ب»بوحمام» أو واد «باراناس» الدخول إلى بوزريعة قبل الوصول إلى وجهاتهم كما يقول محدثنا.وفي سياق ذي صلة، خصصت بلدية بوزريعة ميزانية تقريبية للقيام بعدة أشغال ذات علاقة بتعبيد وتهيئة الطرقات كأولوية البلدية في سنة 2012، حيث تشمل طرقات «بوحمام 2»، «المنزل 1 و2» ،»بوسكولت 1 و2»، الشطر الثالث «الادريسي»، الشطر الثالث «باراناس 1 و2 «، الطريق الكائن بجانب الملعب البلدي، هذا فضلا عن عمليات طلاء الأرصفة التي تشمل أرصفة «حي جمال الدين الأفغاني» بالحمادية ،»فانسو» قرب مدرسة بوشاكور، «الحمادية» بجنب من مدرسة ابن طولون وابن بطوطة، وحي «تروت». 100 محل مهني مشروع معلق إلى حين ببوزريعة يعرف مشروع 100 محل مهني في كل بلدية الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية منذ سنة 2005، والذي تقرر أن يستفيد منه شباب البلديات على المستوى الوطني ركودا على مستوى بلدية بوزريعة بسبب نقص الوعاء العقاري على مستوى إقليم البلدية الذي أوقع السلطات المحلية في مأزق حسب تبرير رئيس المجلس الشعبي البلدي المحلي، حيث تعرف عدة جهات التي تم اختيارها لاحتضان هذه المحلات توقفا مفاجئا للأشغال، فضلا عن بطء عملية الإنجاز في جهات أخرى، الأمر الذي اعتبره كثير من شباب المنطقة عرقلة لانطلاق مشاريعهم المصغرة التي كان من المفترض أن تحتضنها هاته المحلات المهنية، في إطار حصولهم على امتياز النشاط من خلال الاستفادة من القروض التي تمنحها لهم الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب بمختلف صيغها الموجهة للشباب بغرض خلق مشاريعهم المستقلة. وكان المجلس الشعبي البلدي قد حدد أربع مناطق من بلدية بوزريعة لإقامة المحلات المهنية، منها 43 محلا بحي «سيلاست»، وأعطيت إشارة انطلاقة بنائها في 23 ديسمبر 2007، في حين حددت آجال إقامتها بستة أشهر، لكن نسبة تقدم الأشغال بها لم تتجاوز ال 70 بالمائة فقط لحد الآن، في حين استهلكت لحد الآن مبلغ 9.064.414.01 دينار، أما 20 محلا مهنيا اختارت السلطات المحلية تجسيدها على مستوى حي «لافونتون»، حيث انطلقت عمليات انجازها في 06 جوان 2009، كما تم تحديد مدة تسليمها ب 13 شهرا، لكنها هي الأخرى تعرف نسبة 75 بالمائة فقط من تقدم الأشغال أي استهلكت لحد الآن ما قيمته 15.023.519.76 دينار.وفي مقابل تأخر الأشغال بالمحلات السالفة الذكر، يعرف ال37 محلا آخر مصيرا مجهولا، بسبب أن 16 من هذه المحلات المهنية التي حدد بناؤها بحي «لافونتون» مايزال دفتر الشروط الخاص بها على مستوى لجنة الصفقات التابعة لولاية الجزائر، في حين أن 21 محلا آخر جمد انجازه بسبب غياب الأرضية المناسبة لتجسيد المشروع، الأمر الذي اضطر السلطات المحلية إلى نقل مشروع بنائه إلى خارج إقليم البلدية وبالتحديد ببلدية بني مسوس. نقص العقار يعرقل مسار إنجاز مشاريع سكنية كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي «لبوزريعة «عبدي عبد الرحمن في لقائه مع جريدة «السلام اليوم» أن البلدية تعاني من مشكل العقار، حيث أنها لم تستفد من أي حصة سكنية منذ أربع سنوات، في حين تصل الطلبات على السكن التساهمي إلى 1800 طلب وتتجاوز 5 آلاف طلب بخصوص السكن الاجتماعي، ومن جهته فقد كشف رئيس البلدية أنه وخلال هذه السنة ستستفيد البلدية من 800 وحدة سكنية موزعة على منطقتي «عين البنيان ودرارية»، حيث انه وفي هذا الصدد تم دراسة معظم الملفات المطروحة ووضع قوائم العائلات التي ستمنح لها السكنات، وقد تم تبليغهم من أجل استكمال الملف ودفع باقي المستحقات لإتمام المشروع الذي توقف بسبب المقاول. وفيما يخص السكنات الاجتماعية، فقد أشار رئيس البلدية أنه تم إيداع 2000 ملف مطروح إلى غاية الآن وهذا خلال الفترة الماضية، ولحد هذه الساعة، السلطة المحلية تبذل جهودا جبارة لتلبية طلبات المواطنين بمنحهم سكنات لائقة في إطار عملية الترحيل التي تشهدها ةالعاصمة في هذا الوقت بالذات. وأضاف نفس المتحدث أن المشكل الكبير الذي تعاني منه البلدية بالنسبة للسكنات الهشة هو مركز البلدية الذي يضم أكبر الأحياء القديمة والعتيقة والتي تعود إلى عهد الأتراك، حيث أصبحت تهدد حياة قاطنيها وتعرض سلامتهم إلى الخطر بالخصوص حي «محمد ريابي» الذي يضم أكثر من 34 عائلة والتي تقدمت بدورها بعديد الشكاوى إلى السلطات المعنية، ليس هذا فقط، بل فقد أحصت البلدية حوالي 2200 بيت قصديري موزعة على أطراف البلدية من بينها حي «بوسماحة» الذي بضم 230 بيت، وفي الصدد فقد أفاد الرئيس أنهم يسعون جاهدا من أجل التخلص من هذا المشكل في أقرب وقت، وهذا في إطار تنفيذ قرار رئيس الجمهورية بخصوص القضاء على السكنات الهشة. وبالنسبة لمشكل استنزاف العقار والتجاوزات التي عرفتها البلدية وتورط فيها العديد من المنتخبين، أوضح رئيس البلدية أن غياب الرقابة ساهم كثيرا في تفشي هذه الظاهرة وأيضا إهمال ولامبالاة المواطنين، خاصة وأن هؤلاء يتركون قطعهم الأرضية مهملة بدون تسييج ولا أي شيء آخر لسنوات عديدة، وهذا ما فتح أطماع البعض الذين استولوا عليها بطريقة غير شرعية، لذلك فإن المسؤولية متقاسمة بين المواطنين أصحاب الأراضي والإدارة. وفي هذا الشأن، أكد رئيس البلدية أنهم اتخذوا إجراءات صارمة لإجبار المواطنين على تسييج أراضيهم حتى لا تستغل للبناء الفوضوي أو غير ذلك. كما أشار رئيس البلدية إلى أن هناك 600 عائلة تنتظر تسوية وضعيتها، كونها تحصلت على قرارات استفادة من أراضٍ، كما أنها دفعت ثمنها بالطرق القانونية، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على عقود الملكية إلى غاية الآن. ..وغياب المرافق العمومية يؤرق شباب البلدية اشتكى قاطنو بلدية «بوزريعة» من نقص المراكز الترفيهية في البلدية وهذا ما ينعكس سلبا على شباب البلدية خصوصا وأنهم في حاجة ماسة لتلك المراكز، ليس هذا فقط، بل أبدوا استياءهم وتذمرهم من تجاهل السلطات المحلية للأمر واعتباره شيئا غير ضروري، لأن هناك مشاريع أخرى أهم من ذلك، هذا ما زاد من غضبهم، كون المشكل أصبح لا يحتمل وعليه فقد طالب سكان البلدية من السلطة المحلية أخذ طلبهم بعين الاعتبار واتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص ذلك. وفي ذات الشأن، فقد أفاد رئيس المجلس الشعبي البلدي «السلام اليوم» أن البلدية تعرف نقصا كبيرا فيما يخص الملاعب الجوارية، حيث لا يوجد سوى ملعب واحد فقط على مستوى البلدية بأكملها، وفي هذا الخصوص فقد سخرت وزارة الشباب و الرياضة غلافا ماليا قدره 10 ملايير سنتيم، من أجل انجاز مشروع يضم 10ملاعب جوارية، الذي تأخر بسبب المقاول الذي تماطل في عملية التنفيذ.ومن جانبه، فقد أكد رئيس البلدية أن مصالح البلدية تبذل قصارى جهدها من أجل تلبية حاجيات سكانها، حيث سيتم فتح حديقة عمومية من أجل تخفيف الضغط وتوفير أماكن للترفيه للشباب وأيضا تقوم بتهيئة باقي الحدائق.و أضاف نفس المتحدث أن أشغال الترميم للمساجد قائم إلى حد الآن منها مسجد بلال بن رباح، مسجد الهدى، مسجد التوبة، وقد خصصت لتلك الترميمات غلافا ماليا قدره 320 مليون سنيتم.وفيما يخص المراكز الثقافية، فقد برمجت خلال السنة الجارية، وستستفيد البلدية من انجاز عدة مكتبات ومراكز للشباب والرياضة على مستوى البلدية في إطار المشاريع الجديدة التي ستعرفها البلدية.