يعلمنا النقد الحديث بأنه في كل قراءة نقدية مهما كانت أكاديمية أم حرة لابد من التحرر قليلا من سلطة الذات المتكلمة في النص في إهمال مقصود لها بما يعني عدم الاطمئنان إلى منطق القراءة النصية ، حين تتناسى ما يربض خلف النص الإبداعي من أنساق مضمرة تقيم في (...)
ينبغي علينا أن نسلم من البداية أن المشهد الأدبي الجزائري يكاد يخلو خلوا تاما من ما يسمى النقد التوثيقي الذي يقدم للقارئ مسحا إحصائيا يلم بعدد من الأعمال الروائية المنشورة باللغة الفرنسية أو المترجمة إليها، الحاضرة في الفضاء الثقافي الفرنسي لمعرفة (...)
عندما أقرأ لكاتب حديث العهد بالكتابة نصا، فأنا أعتبره بمثابة إعلان عن شهادة ميلاده الإبداعية، ومن الطبيعي جدا أن يحمل معه عثرات البداية ككل البدايات التي لا تجيء مكتملة التكوين وبالتالي. فالحكمة تقتضي أن يتم التغاضي عن بعض العثرات والهنات بوصفه لا (...)
الرواية عمل تخييلي بالدرجة وهي" تنوع كلامي منظم فنيا " بتعبير باختن وحين نحاول ملامسة إجتماعية الإبداع فإن الذهن سينصرف إلى مجتمع الرواية التخيلي الذي تعيشه الشخصيات والتي يبدعها الروائي أو القاص وهو مجتمع له قوانينه الخاصة ولا علاقة له بالمجتمع (...)
من يقدر على قراءة «اللحظة الجزائرية» الآن وفي هذا الوقت بالذات ، حيث تشرذم النخب المثقفة وتشتتها وانسحاب ممثلي الواجهة السياسية من ريبورتوار المشهد السياسي والاجتماعي المتروك لحاله إلا في حالات نادرة تتعلق ببعض المواسم الظرفية ، مثلما قرأها الناقد (...)
لا أعتقد أن هناك مثقفا مطلعا على بعض سرديات النقد المعاصر السياقية منها، أو النسقية المنبثقة عن الإنفجارات المتتالية على صعيد العلوم الإنسانية بالغرب مسقط رأس النظرية الغربية والفضاء الإبستيمي الناشئة عنه ، يمكن له أن يصدق فعلا أن النقد الثقافي هو (...)
في المشهد الثقافي العربي غالبا ما يتم التعامل مع الشاعر الشعبي بوصفه (شخصا أميا) لسبب بسيط وهو أن الشعر الشعبي مرتبط بالأمية وأن عددا من شعراء الشعبي وليسوا كلهم لا يحسنون الكتابة باللغة العربية الفصحى ،مع أنه هناك في الواقع وفي المشرق العربي على (...)
مما لا يخفى على أحد شيوع نوع من * النقد الأدبي * لدى بعض الكتاب وبل لدى عامة الناس أيضا وهو الإطراء وهذا أمر طبيعي جدا لدينا نحن الجزائريين المنتمين إلى ما يسمى المحيط العربي والثقافة العربية المؤمنة بمرجعية الوثوق المركزي الوجداني الذي تتأسس عليه (...)
النص الإبداعي كما نعلم جميعا هو خطاب جمالي فني قبل أن يكون مجرد نص خال من القيمة الفنية التي تميزه عن باقي الخطابات الأخرى كالخطاب الإعلامي والخطاب السياسي والخطاب الديني، وغير ذلك والكاتب المبدع في النهاية ليس خطيبا أو مناضلا أو داعية ، إنه مبدع (...)
ليست كل المفاهيم النقدية هي من نحت النقاد والفلاسفة والمنظرين، بل هناك بعض المفاهيم هي من نحت المبدعين الروائيين والقصاصين والشعراء، ولذلك فشهادة المبدع ضرورية في غالب الأحيان للإستئناس بها، خاصة بالنسبة لبعض المبدعين الذين يرون في التكوين المعرفي (...)
أعمال روائية كثيرة قد تتطلب من الناقد معرفة بمصادر ثقافة الروائي نفسه ومخياله الثقافي والتربوي والأثني وغيرها من مراجع الكتابة الروائية ومضامينها المتباينة من روائي لأخر ولذلك يجد النقد صعوبة بالغة في تحليل تمفصلات النص الروائي والآثار الناجمة عنها (...)
مر علي أكثر من أسبوعين لم أغادر البيت ولم أر مساءات المدينة التي تعودت أن أقضي بعضا منها مع الأصدقاء في ذلك المقهى الشعبي.. مقهى محاد الصغير المقابل لبزار العقيد ومحلاته التجارية الكثيرة.. مقهى صغير دافىء يؤمه الفقراء وباعة الخضر والفواكه بعد أن (...)
إن القارىء المتمرس بأشكال القول السردي المتعددة تعدد زوايا النظر إلى مختلف حساسيات الكتابة السردية في السياق العربي إذما قدر له أن يطلع على بعض الأعمال القصصية والروائية للروائي الحبيب السائح، خاصة منها الأخيرة، أي تلك التي تنتمي سياقيا إلى مرحلة ما (...)
لا بأس أن أجدد التأكيد على ما كنت أشرت إليه في أكثر من مناسبة، وأنا افتتح هذه الإضاءة، وهو أنه لكي نتحدث عن تمظهرات المدينة بوصفها "المكان الروائي" في الرواية الجزائرية، علينا أولا أن نتساءل هل أسفرت فعلا الرواية الجزائرية عن وعي إبداعي شديد (...)
إذا كان الدكتور السعيد بوطاجين يقدم كتابه "السرد ووهم المرجع" بوصفه مجرد مقاربات نقدية، فإن هذا المنجز النقدي في تصوري يمثل أحد أهم الأعمال النقدية القليلة المهمة التي تناولت المنجز السردي الجزائري قصة ورواية في تحولاته المتعددة تناولا مختلفا ومنتجا (...)
لا يزال الناقد الشاعر المرحوم بختي بن عودة بعد ثمانية عشر سنة من رحيله مثيرا للجدل والنقاش، بل وأكثر حضورا وتميزا إبداعا ونقدا من الكثير من الأحياء الأموات، مؤثرا في الذائقة النقدية الجزائرية لجيل جديد من النقاد والمثقفين المشتغلين بالقيم المعرفية (...)
حين نتحدث عن الرواية الجزائرية الجديدة ينبغي الحذر من مغبة الإنسياق وراء ما يحيل إليه هذا المصطلح في صلته بتيار الرواية الجديدة في فرنسا الذي أرسى دعائمه النظرية والروائية كل من ناتالي ساروت وألان روب غرييه وكلود سيمون بفعل الإختراقات الشكلية (...)
لا تزال الرواية تثير فضول القراء والكتّاب، وتتربع على مساحة واسعة، لدرجة أنها تحولت، في السنوات الأخيرة، إلى الجنس الأدبي الأكثر حضورا من حيث التداول الإعلامي والنقدي، وصارت تشكل سلطة رمزية دفعت ببعض الشعراء إلى تجريب إمكاناتهم الإبداعية واختبار (...)
تتعدد مناحي الإبداع وحقول الكتابة عند عمار بلحسن من القصة القصيرة إلى النقد الأدبي ذي الموضع السوسيونقدي إلى البحث السوسيولوجي في قضايا الإسلام السياسي والهوية والتاريخ والحداثة والتراث والإزدواجية اللغوية.. وغيرها، التي خاض غمارها وتاه في سبلها (...)
يطرح الحراك الجدالي والحواري الدائر في المدة الأخيرة بملحق الأثر - الذي تصدره يومية ''الجزائر نيوز'' وعدد آخر من المواقع الإلكترونية حول المجتمع والمثقف والسلطة، محاولات إعادة ترميم تلك الفجوات بين المثقف والمجتمع في ضوء التطورات الراهنة على صعيد (...)
لم يهدأ رشيد بوجدرة، هذا الروائي الذي أطلقت عليه قبل سنوات صفة الكاتب ''الغاضب بامتياز''، ووصفه الروائي أمين الزاوي من شدة إثارته للجدل بأنه يشبه إلى حد بعيد ''جلول الفهايمي'' الشخصية المحورية في مسرحية ''الخبزة'' لعبد القادر علولة'' قال ذلك أمين (...)
كيف يمكن أن يتعايش التراث والحداثة ومابعد الحداثة والهوية والإختلاف في ظل سيادة العولمة بعد أن تهاوت كل الحدود وانتشرت المعلومات والأفكار دون حسيب أو رقيب... لا أريد صراحة، بذكر وتعداد هذه الأسئلة، الشروع في ''جلد الذات'' ذات الإنسان العربي وإنما (...)
جرت العادة في المشهد الثقافي والسياسي العربي السائد أن يحل المثقف العربي موقع التابع للسياسي كمجرد شارح لمضامين البرامج المقترحة وخطيب يجتهد بأقصى قدر ممكن من الأمانة في قراءة بنود الدساتير العربية أفقيا وعموديا وليس أدل على ذلك من دعوة وزيرة (...)
استفاقت مصر العروبة المزيفة بجماهيرها وآلتها الإعلامية العمياء بموقعة الخرطوم الأبي، على إنزال جوي وبري من الجماهير الجزائرية التي يممت وجهها شطر العاصمة السودانية لمؤازرة كومندوس الشيخ سعدان، الذي هو الآخر في هذه الموقعة أسقط كل أوراق التوت عن (...)