قال نائب قائد الجيش الايراني محمد حجازي ان بلاده ستتخذ اجراء استباقيا ضد اعدائها اذا شعرت بالخطر. وتاتي التصريحات بعد تصريح لمسؤول استخباراتي امريكي الاسبوع الماضي بان واشنطن تعتقد ان طهران سترد على اي هجوم عليها، لكنها لن تبدأ هجوما. ونقلت وكالة فارس الايرانية شبه الرسمية للانباء عن نائب قائد القوات المسلحة الايرانية قوله ان ايران ستتخذ اجراء استباقيا ضد أعدائها اذا شعرت أن مصالحها القومية تتعرض لخطر. وقال محمد حجازي للوكالة: استراتيجيتنا الان هي انه اذا شعرنا بان اعداءنا يريدون تعريض مصلحة ايران القومية للخطر ويريدون اتخاذ قرار بذلك فاننا سنتحرك دون انتظار تصرفهم. وتتعرض ايران لضغوط ولعزلة دولية متصاعدة بسبب انشطتها النووية المثيرة للجدل. وتهدف العقوبات الغربية الموسعة لتعطيل صادراتها النفطية وهي عصب الاقتصاد الايراني. وقالت ايران انها يمكنها ان ترد باغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لامدادات الطاقة العالمية. وكان مسؤول رفيع المستوى في المخابرات الامريكية قال الاسبوع الماضي انه على الرغم من ان المخابرات الامريكية تعتقد ان ايران سترد اذا هوجمت الا انها ترى انه من غير المرجح ان تبدأ طهران صراعا. ولا تستبعد اسرائيل والولاياتالمتحدة القيام بعمل عسكري ضد ايران اذا فشلت العقوبات والدبلوماسية في كبح برنامجها النووي. وبدأ مفتشو الاممالمتحدة ثاني جولة لهم من المحادثات في طهران خلال ثلاثة اسابيع طلبا للحصول على تفسير من ايران لمعلومات مخابراتية عن ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني. وتنفي ايران مزاعم الغرب بسعيها سرا لامتلاك القدرة على تصنيع اسلحة نووية، وقالت في الاسابيع القليلة الماضية انها لن تتراجع عن مسارها النووي لكنها ابدت استعدادها في الوقت نفسه لاستئناف المفاوضات مع القوى العالمية دون شروط مسبقة. وتقول ايران انها تخصب اليورانيوم لانتاج وقود لشبكة مستقبلية من محطات الطاقة النووية لا لتصنيع قنابل. واغضب الاتحاد الاوروبي طهران الشهر الماضي حين قرر فرض حظر على النفط الايراني يسري في الاول من جويلية. وردا على ذلك اعلنت وزارة النفط الايرانية الاحد وقف بيع النفط الايراني لشركات بريطانية وفرنسية، وان كانت هذه الخطوة رمزية بدرجة كبيرة لان تلك الشركات قلصت من تلقاء نفسها مشترياتها من الخام الايراني. أمس الاثنين اعلنت المفوضية الاوروبية ان بلجيكا وجمهورية التشيك وهولندا اوقفت بالفعل شراء النفط الايراني، بينما تقلص اليونان واسبانيا وايطاليا مشترياتها منه. وادت العقوبات المشددة وحظر النفط الايراني المرتقب الى زيادة اسعار النفط الى 119 دولارا للبرميل بدلا من 107 دولارات مع بداية العام. حماية المنشآت النووية: قامت القوات المسلحة الإيرانية بنشر صواريخ ومقاتلات حول مواقعها النووية في خطوة لتعزيز دفاعاتها في وجه أي هجوم إسرائيلي محتمل عليها. كما هددت طهران بوقف إمداد أوروبا بالنفط في رد على العقوبات الأوروبية، وهو الأمر الذي قللت أوروبا من أهميته، مؤكدة في الوقت نفسه قدرتها على احتواء أي نقص في إمدادات النفط. ونشرت ايران مقاتلات وصواريخ اليوم الاثنين في مناورات تهدف الى حماية مواقعها النووية المهددة بالتعرض لهجوم اسرائيلي محتمل، وهددت بانها ستوقف صادراتها النفطية لمزيد من دول الاتحاد الاوروبي بعد ان اوقفت الامدادات لكل من فرنسا وبريطانيا. وقلل الاتحاد الاوروبي من اهمية تهديد ايران بوقف صادرات النفط مؤكدا انه يستطيع احتواء اي نقص في صادرات النفط. ويعد موقف طهران تصعيدا في تحديها للمجتمع الدولي الذي يشتبه في برنامجها النووي، ويشير الى استعدادها لاية مواجهة محتملة. وجاء الاعلان عن هذه الخطوات في نفس اليوم الذي وصل فيه مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران لاجراء الجولة الثانية من المحادثات قالوا انها ستتركز على الابعاد العسكرية المحتملة لبرنامج ايران النووي. ورغم عرضها استئناف المحادثات مع دول العالم الكبرى، الا ان ايران اكدت انها لن تتخلى عن تطلعاتها النووية التي تؤكد انها سلمية، رغم اشتباه اسرائيل والعديد من الدول الغربية في انها تخفي ابحاثا لانتاج اسلحة نووية. وشددت الولاياتالمتحدة واوروبا عقوباتها الاقتصادية ضد القطاع النفطي الايراني، فيما زادت اسرائيل من التكهنات حول احتمال شنها هجمات جوية على المنشات النووية الايرانية. وقال الجيش الايراني في بيان الاثنين انه بدأ مناورات تستمر اربعة ايام في جنوب البلاد بهدف تعزيز دفاعاته المضادة للهجمات الجوية وذلك لحماية مواقعها النووية. ويستخدم الجيش في هذه المناورات التي تحمل اسم انتقام الله الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات والرادارات والمقاتلات.