رأيت نفسي فيما يرى النائم أقود حزبا ديمقراطيا كبيرا، أسسته ذات ليلة من آخر الشهر، تذكرت وأنا أحلم كيف وجهت الدعوات لحضور الجمعية التأسيسية.. حجزت القاعة فكانت قاعة ”حرشة حسان” على ما أذكر، نظرا للعدد الهائل من المدعوين والمريدين والمتطفلين .. (...)
رأيت نفسي فيما يرى النائم مساعدا لأحد الباعة المتجولين في حينا، يدفع عربة يتدلى منها دلو به ماء عكر بعض الشيء وضع فيه نصلا بلا مقبض يعود تاريخ صنعه إلى ما قبل الاحتلال، قطعة تراثية ثمينة نادرة، بعد انتهاء موسم الهندي (التين الشوكي) ينظفه ويلفه في (...)
أعرفه ممثلا كوميديا بارعا، هزليا بهلوانيا في سلوكاته ومعاملاته، ساخرا ”يدعو للسخرية” في شكله وتقاطع وجهه، يتخذ من الحياة مسرحا، وممن حوله خشبة مسرح يتسلى بها حين يتسلقها، لم أتخيله يوما جادا، أو عاملا يفيد وينفع الناس، لم أتخليه يقف أمام المرآة لحظة (...)
أحلامي دوما هكذا، أحيانا تكبر، وأخرى تصغر، واكتشفت أن لا علاقة لها بالطقس، أو أول الشهر وآخره، كما أنها لا فرق عندها بين فصل وآخر، مزعجة هي في الصيف كما في الشتاء، غير أني توسمت في هذه الليلة خيرا لأنني قبضت مرتبي الشهري، وأنفقت على عائلتي، وكنا (...)
علقت معطفي على مشجب يعود إلى عهد الثورة، ثم جلست على كرسي عتيق يعود هو الآخر إلى نفس الفترة، ألبسني الحلاق مئزرا بلا أكمام، بنّي اللون رش بألوان من الشعر، عديدة، لا أستطيع بعد ارتدائه أن أحك عيني أو أذب عن نفسي الذباب.. دكان عمي اسماعيل يعود إلى عهد (...)
بعد يوم شاق وحشر خانق في طابور ملتو، إمتد إلى الشارع الموازي للبريد، استلمني يوم آخر في نفس اليوم بعذاب جديد مع طابور ووسخ وعفونة الحافلة التي كانت تسير بسرعة السلحفاة. وصلت مع الشفق إلى قريتي بأعالي العاصمة، ونلت قسطي أيضا من أتربتها وغبارها، وما (...)
عشت الليلة البارحة أحلى وأسعد حلم منذ عدة سنوات، حلم عذب متميز، إذ لم أكد أغمض عيني حتى ألفيت نفسي أتنقل بين الأحياء والحارات العتيقة التي نشأت فيها وترعرت، حارات الأحلام الحقيقية الساحرة، أينما وليت وجهي أجد النضارة والبهجة والغبطة والبسمة (...)
أجزم قاطعا أني كنت يقظا وفي كامل وعيي، عندما رأيت القمر ينشق نصفين؛ نصف أعلى، ونصف أسفل، ثم أخذ النصفان يتباعدان، أحدهما إلى الأعلى والثاني إلى الأسفل، وشكل كل منها هلالا وبات عندنا هلالان اثنان، وصاح الخلق صيحة واحدة؛ “سبحان الله”، ثم هلل البعض (...)
لا أدري لماذا كل أحلامي هذه الأيام كوابيس مزعجة تؤرقني، وتؤرق معي من حولي، ولماذا أكون حزينا حتى في الأفراح، وأثناء الولائم، ولماذا أبتسم أحيانا كالباكي، ولماذا كل ضحكة تتلاشى في تجاعيدي، بمجرد الشروع فيها... كانت ليلة الاحتفال بخمسينية الاستقلال (...)