ها قد جاء الصيف هذا العام يا حبيبتي، وليس في دارنا إلا الأطفال الذين مازالوا على فطرتهم الأولى، يعيدون لبحرنا زرقته المفقودة، ولساعاتنا الحائطية المتوقفة متعة وقتها الليلي الذي شوهته نشرات الأخبار.
*
إنهم وحدهم الذين مازالوا قادرين في هذا الزمن (...)
صديقي العزيز... ها أنا أقف وحدي أمام قبرك، وأنا أضحك كالمجنون من الذين قالوا لي أن البكاء عليك أصبح يحتاج إلى ترخيص، وأن الحديث عنك وعن تاريخك يحتاج إلى ترخيص، وأن تحريك الضمائر باسمك يحتاج إلى ترخيص، بعد أن أصبحت ملكا لهم وحدهم، وليس ملكا لكل (...)
كنت معجبا بالشيخ عبد الله عزام رحمه الله إلى درجة كبيرة.
وكانت أمنيتي كصحفي أن أجري معه حوارا طويلا حول ما ارتبط بذمته من تكاليف، وما اقترن بهمّته من مطالب وأعمال، خصوصا بعد أن قفز إلى مرتبة خرافية في الدعوة إلى الجهاد ضد الروس (...)
يروى -والعهدة على الراوي- أن المفكر المصري الكبير فهمي هويدي قال ذات مرة، إن بإمكانه كراصد ومحلل ومفكر، أن يقدم بحوثا نظرية محترمة في شتى المواضيع السياسية المطروحة عليه، لكن عندما يصل إلى الموضوع الجزائري، يعسر عليه البحث عن الحقيقة، ويشعر في قرارة (...)
لست أدري لماذا شعرت وأنا أتابع خطاب الرئيس للأمة أن هذا الخطاب رغم أهميته جاء متأخرا بعد صمت مريب، وناقصا رغم أنه تضمن 50 إصلاحا موزعة على مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية...
*
وتساءلت وأنا أحاول الفهم، هل كان هذا التأخر (...)
يقول البعض إن التحول المفاجئ في نبرة صوت رئيس حركة مجتمع السلم هذه الأيام، ونزوله المباغت ضيفا على صف المعارضة "الغاضبة"، وانسجامه مع لغتها السياسية الحادة، أعاد له ملامح وجهه القديم، يوم كان داعية اسلاميا يرفع صوته بحماس، ويروي للناس قصة الانتصار (...)
المكان: الجزائر العاصمة زرالدة الزمان: ليلا 2011 كان غاية في الأدب والرقة، عندما استقبلني ذات ليلة في مكان كان يبدو الأكثر أمنا في هذه العاصمة المجنونة، التي يصعب مراقبتها وهي تصنع في أزقتها الضيّقة وأحيائها الشعبية المحڤورة، موادها الممنوعة من (...)
يفرحني أن أرى المساجد يوم الجمعة مكتضة بالرجال والنساء لسماع الخطبة وأداء الصلاة، وأتمنى من كل قلبي أن تتكرر هذه الصورة الجميلة من صلاة الفجر إلى العشاء، حيث الصفوف المتراصة بين يدي الله، قدما لقدم، وكتفا لكتف.
*
لكن إلى أي درجة بالفعل، يمكن (...)
لا شك أن زخم الحراك الشعبي الاحتجاجي الذي حدث في تونس ثم في مصر مؤخرا، وارتباط أهدافه بالمطلب التغييري الشامل، وارتفاع أدائه إلى مستوى الثورة، سيطرح التساؤل حول إمكانية امتداده إلى الجزائر، واحتمال انفجاره بشكل مباغت، بعد اندماجه في ديناميكية ما (...)
وأخيرا تدفقت الشمس فوق الرصيف. لتوجه آخر رسالة غضب إلى من كرهته وكرهت ليل نظامه الطويل.
*
فهل قررت هذه المرة أن تحرق كل الجسور وراءها، وتعلن الحرب على من هزمها ألف مرة، وتعطي دروس الكرامة للعاشقين.؟
*
الشمس التي تدفقت فوق أرصفة ميدان (...)
لا شك أن ما حدث في تونس الشقيقة عبر حراكها الشعبي الإحتجاجي الأخير، كان لحظة تاريخية غير مسبوقة في الأقطار العربية، لاعتبارين أساسيين على الأقل:
*
أولا، لكون هذا الحراك كان نابعا من الداخل على خلاف ما حدث في العراق وأفغانستان مثلا، وعلى الرغم (...)
عشرة أيام، وهي الأيام التي فتحت فيها خيم الصالون الدولي للكتاب أبوابها لأصدقاء الكتاب وعشاقه، كانت كافية لإثبات أن الجزائري رغم الفقر والحاجة ما زال على علاقة جيدة بالقراءة والكتابة، وما زال رغم نسبة الأمية المرتفعة يصحح الخطأ الشائع القائل بأن (...)
متّ أم قُتلت .. لم يعد يهمّنا البحث عن هذه الحقيقة لسنا رجال بوليس .. نحن مريدوك في الحرف وأنت شيخ الطريقه جئنا يا سيدي نبحث عن رائحة الضّاد .. تحت معطفك البني
*
وبين أوراقك العتيقهْ
*
نبحث عن غابات النخيل التي غرستها بدون ترخيص
*
وعن كل الكلمات (...)
للأمم المتخلفة في العالم الثالث أنماط من الكسل في العمل، وصور من التحايل في ميادين الجد، ما يبقي أولي الألباب في حيرة .
*
والواقع أن المسلمين عامة والعرب خاصة، هم أفقر عباد الله على وجه الأرض إلى النشاط وأداء الواجبات بإخلاص واعتزاز واجتهاد، وأقل (...)
لا أفرق بين حضور صلاة التراويح في رمضان، وبين التحضير لتكريم عالم أو عظيم على النحو الذي دأبت عليه إدارة جريدة الشروق في هذا الشهر الفضيل، وأحسب أن لكلا العملين أجر وثواب وإن تفاوتت مراتبهما على مستوى الشكل ليس إلاّ.
*
وكيف لا يعتبر هذا النوع من (...)
ربما قامت أعذار تخفف المؤاخذة عن آبائنا وأجدادنا في غلظة تعاملهم مع المرأة وإهانتهم عن قصد أو عن غير قصد، لكن تحت أي عذر يستمر مثل هذا التعامل المقبوح، وتستمر النظرة إلى المرأة على أنها نصف إنسان، ليس لها ما للرجل من حقوق؟
*
ليس هناك أي عذر للمتحدث (...)
مع أنني لا أعرف بالضبط ماذا تعني عبارة -السلفية- إلا أنني أشعر أن العاملين تحت عنوانها هم في سوادهم الأعظم صورة نبيلة للجماهير المسلمة المحبة لدينها، الحريصة على التمسك به، والدعوة إليه وإحياء شعائره، لكن كلما اقتربت من هؤلاء ودرست أحوالهم، كلما (...)
عندما أقرأ أنه في مرحلة من مرحلة حكم الأتراك للأمة الإسلامية، كان لابس الثوب الجديد، يدفع في مصر ضريبة للعمدة التركي، أحس أن ذلك الحكم كان طورا مشؤوما في تاريخ الأمة الإسلامية.
*
لكن ما السر في أن يستمر مثل هذا الهزل النحيف، ويستمر معه قوم يسارعون (...)
في حياتي، طفت في أقطار إسلامية كثيرة، ورأيت سطوة العرف في موضوع تعدد الزوجات أقوى مئة مرة من سطوة الشرع، وكنت حين أوازن بين الشرع والعرف، أشعر بغصّة، ولا أطمئنّ إلى مستقبل الطهر والعفاف في بلاد المسلمين، ولا أشك في سوء العاقبة.
*
وقد أعياني الحديث (...)
قد يتساءل البعض : وما دخل قيادة السيارة في العبادات؟
*
هب أن رجلا انطلق يقود سيارته، وهو شاعر برقابة الله، ملتزما بالحدود المقررة، ومقيّدا بالآدات المرعية، ما هي نسبة احتمال أن يتعرّض لحادث مرور، أو يتسبّب فيه؟
ألم تتسبب أفواج المتهوّرين، والسكارى، (...)
إذا رأيت شعبا لا يحترم نظام الصف، ولا يحرص على أخذ دوره فيه، فاعلم أنك أمام شعب متخلف بكل المقاييس، ولا تنتظر منه وفاء بحقوق الآخرين، حتى لو كان شعبا مسلما يقول رسوله صلى الله عليه وسلم "استقيموا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
*
إن طبيعة البلادة التي (...)
أظن أن التكشير وتقطيب الجبين شيء ورثه الجزائريون عن آبائهم، ليس بالتلقي والتلقين كما في اللغة، إنما بالعادة والإلف والتقليد .
*
وقد يعود ذلك إلى طبع الغلظة الذي يميز سلوك الإنسان الجزائري عموما، الذي يجعله يذهل عن البشاشة والسلامة، لكن تحت أي عذر، (...)
لسنا ندري في أيّ خانة يمكن تصنيف حزمة الإجراءات الأخيرة، التي اتخذتها وزارة الشؤون الدينية لاستقبال شهر رمضان الفضيل؟
*
هل هي، مجرد إجراءات تنظيمية "بريئة" لا علاقة لها بأيّ هدف سياسي أو أيّ غرض حزبي، يمكن أن يدرجها ضمن إشكالية "تسييس الدين" أو (...)
صحيح أننا مؤمنون بالله وبوحدانيته وبكل صفاته، وذلك وحده لب الإيمان، وسر التوحيد، ولكن ألا نحتاج مرة بعد أخرى إلى ما يقوي إيماننا، ويملأ فراغ نفوسنا بذكر الله؟
* ألا يحتاج أحدنا ولو مرة في الشهر أن يقف في الليل، يتأمل (...)