أحتاج من جنرالات الحروب في العالم الآن في هذه اللحظة أن يُسكتوا أصوات مدافعهم ورصاصهم، فهناك الكثير من الأمور المترتبة على صمتهم، منها:
أن هناك ازدحاماً في الأرواح المغادرة كل يوم إلى السماء، وأن الأطفال يفزعون وهم يرضعون فيفلت الثدي من أفواههم (...)
الأشياء الكاملة ليست هي الأجمل ولا البدايات أيضاً هي الأفضل، بل البقايا والنهايات هي الأروع والأشهى..
حين تكون الأشياء مكتملة لا تشعر بلذتها ولا تخشى فقدها، عكس الشعور الذي ينتابك في ما لو شارفت هذه الأشياء على نهايتها. هنا تصبح أنت أكثر حرصاً على (...)
الإنسان يصادق الإنسان.. هذه مسألة بديهية. أما غير العادي، أن يصادق الإنسان الأشياء والجمادات.
الصداقة الأولى للناس التقليديين الذين يعيشون نمط حياتهم تحت مظلة "لا تشرب قهوة قبل النوم". أما الصداقة الثانية، فهي للناس الذين يشعرون بالوحدة بعد أن (...)
يتكئ الحالم كل يوم على حافة آخر المساء، يعدُّ دفتر العمر الذي أوشكت ورقة منه على النفاد.. يتأمل طيف فتاة عبرت للتو صمته الموحش، كانت هي آخر مهرة وكان هو آخر الفرسان.. وما بينهما من هزائم وانتصارات.
في الحب والحرب يكذب الإنسان، لم نعد نمتلك سواهما: (...)
كلاهما بالجمال ذاته، مشرق الشمس ومغربها، لذلك فأنا الروح المتمددة ما بين جغرافيتين من العشق، أوّليْ في الشرق وأوّلي الآخر في الجهة المقابلة لهذا الوطن الذي لم نعد نعرفه جميعاً. هل فيكم أحد يستطيع اليوم أن يصف لي وطنه؟ هل من رسام يقدر على رسم ملامح (...)
مثل سوريا اليوم، كمثل زوجة شابة تعيش في بيئة محافظة وقد تطلقت بعد أيام من زواجها. لذلك فالجميع من حولها يريد أن يتحكم بها. الأب يفرض عليها قيودا صارمة في الدخول والخروج. والأم لا تنفك تسدي لها النصيحة تلو الأخرى وتحذّرها من مغبة أقل خطأ ترتكبه حتى (...)
أنتهز فرصة تعرضك لكسر في يدك وأنت تلعب مباراة كرة قدم مع دبلوماسيين في المنظمة الدولية التي ترأسها، لأعرب لك عن خالص أمنياتي بالشفاء، وفي الوقت نفسه لأكتب إليك بعض الهموم الأممية، لأني لن أجد كل مرة فرصة كهذه، فما أدراني إن كنت ستلعب مرة أخرى كرة (...)
تعود بين الوقت والآخر إلى ساحة الأحداث قضايا تفجير الأشخاص لأنفسهم بين حشود الناس، ولذلك سأوجه هذه الرسالة إلى رجل مفخخ وهو في طريقه إلى هدفه:
عزيزي المُفخَخ.. أرجو أن تقرأ هذه الرسالة وأنت في طريقك لتفجير هدفك بين الناس الذين ولدوك.. اقرأها لن (...)
ليس من حق الطغاة أن يتحدثوا عن الحريات بعد مغادرتهم الحكم، لأن أصلا الطغاة لا يغادرون الحكم بإرادتهم، فلابد من ''دفشة'' شعبية.
لذلك ظهر عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق وكأنه استفاق فجأة من وفاته السياسية، قبل أيام، ليلقي خطابا يهنئ به حزب (...)
الهروب من الرقابة في العالم العربي هو: ''كيف تستطيع ببراعة أن تسير بين خيوط المطر ولا تتبلل''.. والسؤال: ''من هم الذين تعتمد عليهم جهات الرقابة في إجازة أو منع المادة الأدبية، ولمن لا يعرف الإجابة فإنني أشي له بالسر، إنهم أيضا أدباء ويحملون أقلاما، (...)
في فترة ماضية من الزمن، كانت الأحياء والشوارع، في معظم البلاد العربية، تخضع لحراسة ليلية، من قبل شرطي تعيّنه الحكومة، فيسهر على مصالح الناس وأمنهم ويحمي أموالهم وحياتهم.
أحد هؤلاء الحراس اشتهر بسلبيته وحياديته، فكان يغلق باب الكشك الخشبي على نفسه، (...)
كل ما أخشاه هو أن ينطبق على المثقفين ما ينطبق على الملوك: ''إذا دخلوا قرية أفسدوها''!.. فقد دخل المثقفون مؤخرا مجال التنمية البشرية وهو علم يهتم بتنمية قدرات الإنسان ومساعدته على النجاح في مختلف جوانب الحياة النفسية والاجتماعية والمهنية.
هذا (...)
في المقهى المطل على نافذة الحزن القديم، حاولت الهروب من ضوضاء الكتابة في السياسة والفكر، إلى التأمل، ولكن لأن أصابع العازف لا تستكين حتى وإن انطفأت الروح، فقد أخفقتُ ولم أستطع إلا أن أعود إلى الواقع، فكانت هذه العبارات:
أعظم اعتذار في العالم هو (...)
إن تخصيص يوم واحد في العام للاحتفال بالأشخاص، هذا يعني أننا نكفّر عن أخطاء ارتكبناها بحقهم طوال العام.. ويعني أننا أيضا ما أن ينقضي هذا اليوم حتى نعود للانقضاض عليهم!
ولو لاحظنا فإن أكثر الأشخاص الذين يخصص العالم لهم يوما للاحتفال بهم، هم إما من (...)
ثمة حوار عجيب كان يدور كل يوم، تقريبا، على الفيس بوك بين شخصين، واحد إسلامي يميل إلى التشدد بعض الشيء، والثاني ليبرالي وعلماني ومنفتح على الآخر.
اللافت في هذا الحوار، أنه يمثل نموذجين عقلانيين من النقاش بين هذين الاتجاهين المتناقضين. فبعد كل مرة (...)
ثورات الربيع العربي وفرت فرصا وظيفية جديدة للعاطلين عن العمل، فمن حسن حظ أصحاب العضلات المفتولة، والعقول الحجرية، أنهم وجدوا بسهولة وظيفة لها عدة مسميات، مثل ''بلطجي'' و''شبيح''، ولا يقبل في هذه الوظائف من لديه شهادة حسن سلوك! ويفضل أن يكون من أصحاب (...)
على مدى سنوات من القهر والقمع العربي، أصبح بالإمكان أن نطلق على بعض الناس لقب أصحاب شخصية ''اللبن الأسود''. وهؤلاء إذا قال النظام لهم إن اللبن أسود وافقوا فورا، وإذا وجد من يعترض منهم فسوف يقول لك: ''أسود ولكن فاتح بعض الشيء''.
وتتواجد هذه الشخصية (...)
بعض الذين خدموا السلطات الفاسدة لسنوات طويلة، وأكلوا من خير فسادها، وصرفوا على ملذاتهم ومشاريع أبنائهم المليارات المسحوبة من دماء الشعوب وأقواتها.. هؤلاء يا سبحان الله لديهم إحساس عجيب، وحدس مدهش، فهم مثل فئران السفينة، يستشعرون خطر الغرق قبل حدوثه (...)
في السابق كان للزعماء وللشخصيات السياسية البارزة، فلسفة ورؤية فكرية، وكانت لديهم مقولات تتناقلها الأجيال على سبيل الحكمة، بل إن بعض هذه المقولات أصبح فيما بعد نهجا سياسيا وحتى عسكريا وثقافيا. بدءا من مقولة أبي طالب: ''للبيت رب يحميه''، وعمر المختار (...)
من غير المنطقي أن يتعلل بعض الأدباء بانعدام مساحة الحرية في بلادهم، كي يكونوا بكل هذه السلبية تجاه شعوبهم التي تنتظر منهم وميض ضوء من أقلامهم، ينير لهم عتمة الطريق نحو الحرية.
لم يحدث في أي مرحلة من مراحل تاريخ البشرية أن سلطة قمعية خجلت على نفسها، (...)
معظم الأحزاب العربية اليوم، تحولت بفعل الفساد السياسي من مؤسسات مدنية إلى مؤسسات اسثمار تجاري ومقاولات، وذلك لعدة أسباب، منها: وجود قضايا كبرى لدى الشعوب تصلح سلعة استيراتيجية للمساومة، ثم التسهيلات التي تحصل عليها الأحزاب المعارضة من الأحزاب (...)
المثقفون إذا دخلوا ثورة، أفسدوها.. فليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة بين الثقافة والثورة، هناك ثورات تنشأ بعيدا عن ذلك، كالغضب الشعبي المفاجئ الذي يحدث في الشارع نتيجة ضغوط وتراكمات قمعية، ولكن ومن باب الانتهازية، وبعد أن يتمرغ الإنسان البسيط بطين (...)