تطورت مشكلتي مع الأحلام وتعقّدت، وبتّ أخشى على نفسي من مغبّة عاقبتي معها، فقد صارت أحلامي توقظني من عزّ نومي وتُبقي عليّ مخدّرا مكبّلا تحت سيطرتها، منقادا لأوامرها أينما توجهني. فكرت عدة مرات في عرض مشكلتي على طبيب نفساني أو على راق يخلّصني مما (...)
رأيت نفسي، فيما يرى النائم، أقف أمام مدخل إدارة، ومن حولي نفر غير قليل من المنتظرين يتأبّطون صفحات جرائد قديمة تحوي ملفات هي الأخرى قديمة، كما يبدو على وجوه المنتظرين القِدم أو لعلّهم من فجر الاستقلال وهم ماثلون صامدون ينتظرون دورهم. وقفت مع (...)
ألا ليت الحياة أحلام فحسب، فرغم أني لا أملك رخصة سياقة لأي فئة أو وزن من الأوزان، وما حلمت يوما بامتلاك سيارة أوقيادتها، إلا أن حياة الأحلام تصنع المعجزات وتحقق ما يعجز عنه الواقع، أي واقع، فقد رأيت نفسي البارحة أمام مقود سيارة من أفخر وأجمل ما (...)
خلقته تضحكني لا لكونه قصيرا نحيلا أو أن به عيبا جسميا، لا عيب فيه على الإطلاق، غير أنه يضحكني، إذ كلما رأيته أبتسم في وجهه وأضحك في قلبي، وأدمنت عليه وصرت إذا طال غيابه عني أبحث عنه أو أهتف له، وكان صوته أيضا يدخل البهجة على نفسي فأضحك، وإذا رأيته (...)
رأيت فيما يرى النائم قوما يسيرون في اتجاه منحدر بتؤدة، وعياء بينا رغم السير المتأنّي وفي اتجاه منحدر، إلا أنه كان يبدو عليهم التعب والإرهاق. حاولت أن أحدّد الاتجاه الذي يسيرون نحوه فلم أفلح. يتحدثون كثيرا وبلغات مختلفة، غير أنه من خلال بشرتهم (...)
رأيت نفسي فيما يرى النائم هائما، أتجول في شوارع خالية إلا من الأسواق، أسواق خاوية من المتسوقة، تكدست سلعها وموادها أكواما، فاضت رفوفها فتدفقت في الأرصفة وخارجها، هممت بالدخول إلى إحداها، ثم تراجعت، لم أدخل وقد هجرها الناس، فلا أحد يرتادها أو يتبضع (...)
لا أدري إلامَ يرمز الجبل في الأحلام، غير أنه كثيرا ما يتمثل لي في المنام، فأحيانا على قمته وأخرى أتدحرج منه، وثالثة أحتمي به من عاديات الأعداء..
رأيتُ نفسي هذه المرة أتصعّد جبلا صخريا لا نهاية له؛ وكأنني هارب من شيء يلاحقني، أتلفّت وأجري صاعدا نحو (...)
لا أدري إلامَ يرمز الجبل في الأحلام، غير أنه كثيرا ما يتمثل لي في المنام، فأحيانا على قمته وأخرى أتدحرج منه، وثالثة أحتمي به من عاديات الأعداء..
رأيتُ نفسي هذه المرة أتصعّد جبلا صخريا لا نهاية له؛ وكأنني هارب من شيء يلاحقني، أتلفّت وأجري صاعدا نحو (...)
لأول مرة أرى نفسي أصلي في المنام وأتمم الركعات، عكس أحلامي السابقة، حيث أرى نفسي ألحق على ركعة أو نصفها، أو أقوم مع المصلين دون وضوء أو أصلي بحذائي، إلى غير ذلك من المواقف المخزية.. هكذا أنا دأبي مع الشيطان وصراعي معه حتى في الأحلام، وكلما رأيت نفسي (...)
لم تطأ قدماي يوما كلية الحقوق، ولا فكرت في الانتماء إليها، أو دراسة القانون بها، لأن موقفي من هذا المجال معروف محسوم، ولست مجبرا على الإفصاح به، غير أن الأحلام توقعني دوما في مواقف لا قبل لي بها، حيث رأيت نفسي مزهوا في آخر السنة الدراسية بكلية (...)
ساقتني أحلامي البارحة إلى حديقة بور سعيد بالعاصمة قبالة المسرح الوطني العتيق، يبدو أنني كنت مكلفا بمهمة، تفرقت أمامي الشوارع، وضاع مني عنوان المكان الذي كنت أقصده، فوجدت نفسي في أزقة ترفرف فيها رزم الأوراق النقدية لكل العملات، تعبث بها أياد تبدو في (...)
صدى الملاعب، ملاعب العالم، ساعة رياضة... عناوين إعلامية رياضية كثيرة مثيرة، تجلب إليها ملايين المتفرجين عبر العالم من محبي ومناصري الفرق الرياضية والرياضيين، يحرقون أعصابهم وأعصاب محيطهم العائلي، ومن لم يعجبه الهول والإثارة والصياح والتصفير فليرحل (...)
بالرغم من أن الفصل فصل شتاء، فصل الأمطار والبرد القارس، إلا أنني رأيت نفسي أرتدي التبان الأحمر وأتجول في الشاطىء الذي أعشقه وأرتاده صيفا، وأحن إليه فعلا شتاء، رميت بنفسي في البحر، أخذت في التجديف والغطس والعبث بالماء، أصعد موجة وأنزل من أخرى، موجات (...)
أخذت برأي أحد الأصدقاء الذي نصحني بتناول العشاء مبكرا أو التقليل من الأكل ليلا، حتى أتفادى الكوابيس المزعجة، فلم أتعش تلك الليلة ونمت خاوي البطن خفيفا، وكلي أمل في أن أعيش ليلة لا تشبه سابقاتها، بلا هذيان ولا كوابيس. وما إن أطفأت النور وسكن الكون، (...)
رأيت نفسي فيما يرى النائم، أمام هول عظيم يشيب له الولدان، وتطير له العقول، مشهد لم يره أحد ولا يعيشه مخلوق أبدا، مشهد فُتحت له كل المقابر على وجه الأرض، وشُرّعت أبوابها وتداعت أسوارها، وفتحت قبورها، ونتأ منها فطر ليس كالفطر، في صورة مخيفة (...)
رأيت نفسي البارحة فيما يرى النائم، وسط جلسة من الناس والدهشة والحيرة بادية على وجوههم، رجال الأمن بين مد وجزر، وسط زحمة واندفاع نحو اللاشيء، يسائل الناس بعضهم بعضا دون إجابات شافية، هم أمام ظاهرة لم يشهدوا مثلها من قبل ولا سجلها التاريخ في أحداثه.. (...)
ساقتني أحلامي البارحة إلى حديقة بورسعيد بالعاصمة، قبالة المسرح الوطني العتيق، يبدو أنني كنت مكلفا بمهمة ما، تفرقت أمامي الشوارع، وضاع مني عنوان المكان الذي كنت أقصده، وجدت نفسي في أزقة ترفرف فيها رزم الأوراق النقدية لكل العملات، تعبث بها أيادٍ تبدو (...)
رأيت نفسي فيما يرى النائم، أجلس صحبة ثلة من أندادي في المدرَّج العلوي لقاعة العرض بالمسرح الوطني، ننتظر بشغف بدء العرض المسرحي لمخرج ذاع صيته واشتهر بمسرحياته وسيناريوهاته لتعدُّد مواهبه؛ فهو السيناريست والمنتج والمخرج وأحيانا الممثل، كان يقف خلف (...)
عشت عمرا أتحاشى الجسور وركوب الطائرة، ولم تطأ قدمي سفينة، كنت إذا قابلني جسر - مهما كان حجمه - أتراجع، وألف حوله، وقد أطوف بلدا بكامله لأصل إلى هدفي دون ركوب الجسر والمرور عليه، وقد أقطع بحورا سابحا على أن أركب السفينة..
وهاهي أحلامي توقعني فيما (...)
بعد حصة “لقاء الأسبوع” مباشرة، شعرت بارتخاء ونعاس شديدين، فاتجهت مباشرة إلى النوم خشية سرقته مني بالغوص في تحليل آراء المتدخلين في الندوة، وربما التعصب لرأي دون الآخر أو رفضها جميعا، وقد يسبب لي ذلك تضجرا وسهادا أنا في غنى عنهما، وقبل سحب الغطاء على (...)
كنت أخشى عليه من النهاية التي آل إليها، وبقدر ما كنت أتحاشاه وأغير طريقي في تنقلي من وإلى البيت أو بغرض التسوق وقضاء بعض الحاجيات اليومية، كان يعترض طريقي ويفاجئني كالشبح وينغص يومي، بانتقاده لكل حي وميت، لكل متحرك وجامد، كان يطوقني حتى لا أفلت منه، (...)
تخلصت منذ فترة من التسوق والتبضع للبيت، إذ بعد مجاهدة ومقاومة، أقنعت نفسي بالفكرة، التي يؤمن بها جل أهل المدينة وصرت آخذ مصروف يومي كما يفعل المتحضرون بحساب، اقسمه بدقة لم أعهدها في نفسي على متطلباتي اليومية، التي حذفت من قائمتها نصفها، وشعرت براحة (...)
لا أدري لماذا كلما حملت المصحف آخذ في التثاؤب والنعاس، وما إن أشرع في التلاوة حتى يغمى علي بنوم أعذب ما يكون، والأمر نفسه يحدث لي أثناء درس الجمعة وخطبتيها، فأقطع الرقاب خلفيا لأصبغ الوضوء من جديد.. إغفاءة التلاوة، ونوم خطبتي الجمعة أعذب هدية من (...)
فكّرتُ فعلا ليلتها في زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل والأراضي المحتلة وما يمكن أن تسفر عنه هذه الزيارة من نتائج، بالتأكيد لا تكون لصالح الفلسطينيين ولا العرب، إذ بمجرد أن نمت رأيت نفسي في ساحة ملأى عن آخرها بأناس تبدو عليهم سمة البداوة يختالون جيئة (...)